<
25 July 2025
بويز لـ"الديار": "إسرائيل" لا تريد تنفيذ ألـ1701 ولا جَمع السلاح

الديار: فادي عيد-

من الواضح أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التعقيد، لا سيما بعد إطلاق الموفد الأميركي توم براك تحذيرات عديدة من أن يضيّع لبنان الفرصة المتاحة أمامه. ويقرأ وزير الخارجية السابق فارس بويز في الوضع القائم اليوم في المنطقة، "أخطاراً أكبر من حرب تقليدية، فهي أمام مشروع تلمودي يهدف إلى تغيير خريطة وتوازنات وتركيبة المنطقة برمّتها، بخرائطها الجغرافية وبتنوّعها العرقي أو المذهبي أو الطائفي، وهذا الواقع يتم التحضير له منذ العام 2000 تقريباً، ويهدف أولاً إلى إسقاط كل العواصم العربية واحدة تلو الأخرى، من إسقاط بغداد إلى سوريا، بمعنى إنهاء هاتين العاصمتين العربيتين وإنهاء مفهوم العروبة، أما من لم يُسقَط فقد فُرِضت عليه شروط التطبيع المعروفة".

 

ويضيف لـ "الديار": أمام هذا الواقع وهذا المشروع الكبير، علينا أن ننظر إلى الواقع كما هو الآن، أي أن نتنياهو لا يقاتل عسكرياً إنما هو يغيّر خرائط الدول، بدليل ما يحصل في السويداء، حيث من الواضح أن المطلوب تقسيم سوريا، وتم الإتيان بالشرع الحليف والصديق "لإسرائيل"، الذي صرح لدى وصوله بأنه لا يريد مواجهة إسرائيل".

 

وحول إذا كانت "إسرائيل" ستنجح في محاولاتها، يقول إن "حكومة "إسرائيل" هي الأكثر تطرفاً منذ العام 48، وهي تلقى دعماً هائلاً من الولايات المتحدة بشخص الرئيس ترامب، و "إسرائيل" برأيي تحكم العالم وحتى أوروبا، بدليل أن لا أحد يتجرأ في أوروبا بأن ينتقدها. فالمطلوب فقدان سيطرة السلطة على منطقة السويداء، والمطلوب هو فعلاً تخويف الدروز ووضعهم في موقع يطلبون فيه مساعدة أي كان، أي إسرائيل".

 

وعما هو متوقّع بعد ردّ السلطة اللبنانية على الورقة الأميركية، يرى أن "توم براك هو وسيط ومفاوض من أجل وضع حلول، ويأتي مطالباً بتنفيذ ألـ1701 وبحصر السلاح بحسب السياسة الأميركية، ولكن الحكومة تقول له أنا جاهزة لأسباب داخلية قبل أي أسباب خارجية، إنما تسليم السلاح بات مشكلة تهدّد الوحدة الداخلية في لبنان، وقد وعدت الحكومة بتنفيذ كل المطلوب، لكنها تقول لتوم براك أعطونا ضمانات أن "إسرائيل" ستنسحب من النقاط المحتلة، وأنها ستفرج عن الأسرى اللبنانيين في "إسرائيل"، وستوقف غاراتها على لبنان، لكن براك لم يعط أي ضمانات، فيما تطرح تساؤلات حول مهمته".

 

وعن مشاريع "فرض السلام على المنطقة"، يجيب "لا يوجد في ذهن نتنياهو أي فكرة حول السلام بالمفهوم المنطقي المتعارَف عليه، هو يريد أن يجرّ المنطقة بأكملها إلى استسلام كامل، فهو يقوم بأي شيء لعدم تنفيذ القرار 1701، لأنه لا يريد هذا القرار الذي يعيده إلى اتفاق الهدنة، ويريد جرّ لبنان إلى عملية تطبيع كاملة وقد هيّأ الأرض لهذا الأمر، كما هيأت "إسرائيل" المنطقة بأكملها لسقوط بغداد ودمشق وغيرهما، وهذا التطبيع ليس سلاماً كما اعتاده العالم، أي تفاوض وشروط متبادلة، فنتنياهو لا يفهم بالتفاوض، وأنا أعرفه حين كان عضواً في الوفد "الإسرائيلي" في مدريد، بحيث كان يومياً يحاول تخريب المؤتمر".

 

ويضيف "ما يريده هو جرّ الحكومة اللبنانية إلى حرب أهلية داخلية، فالدولة اللبنانية موافقة على حصر السلاح بيدها وعلى لمّ السلاح من كل الأفرقاء، وقد نفّذ الجيش اللبناني في الجنوب تقريباً 80% من هذه المهمة، ولكن نتنياهو يريد بالقوة أن يدفع الحكومة اللبنانية إلى التصادم مع حزب الله، لأنه يريد إغراق الحزب بحرب داخلية طائفية بين السنّة والشيعة، وهذا حلم إسرائيلي منذ العام 2005".

 

وعما إذا كان خطر الحرب على لبنان قائماً، يقول "حتماً هو قائم اليوم، أنا أقولها وبصراحة، لأن نتنياهو لا يريد تطبيق ال1701، وهو يعطي كل الأعذار لكيلا يسلّم حزب الله سلاحه، كما ساهم في الماضي في تمويل حماس من أجل ضرب السلطة الفسطينية، الآن يساهم في نسف أي مسعى لتسليم السلاح بغية الذهاب بنا إلى التطبيع، أي إلى ما هو أكثر من الـ1701. وأخطر ما تقوم به "إسرائيل" هو ليس في الحروب، إنما على أبواب الحلول والتسويات".

 

ويُذكر بويز انه "في العام 1982، دخل الجيش "الإسرائيلي" إلى لبنان عندما بدأ العالم يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني لضرب هذه العملية وإخراج منظمة التحرير، واغتيل عرفات في الوقت الذي بدأت أوروبا تتكلم على أن السلطة الفلسطينية قد تعتبر الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وبدأت حرب غزة عندما بدأ الكلام على حلّ الدولتين. فكلما اقتربنا من حلول لا تريدها "إسرائيل" اشتعلت الحروب. من هنا فـ "إسرائيل" لا تريد أن ينفّذ لبنان لا ألـ1701 ولا أن يجمع السلاح، هي تريد افتعال مشكلة ليذهب إلى التطبيع".

الديار