<
08 July 2025
خاص - واشنطن تفتح “نافذة سياسية” لحزب الله؟

خاص tayyar.org -

وعد الموفد الأميركي السفير توم بارّاك المسؤولين اللبنانيين بإجراء مراجعة دقيقة للرد الرسمي الذي تلقّاه، مؤكداً أن ملاحظات واشنطن وتعليقها على المقترحات اللبنانية ستُسلّم عبر السفارة الأميركية في بيروت خلال أيام، على أن يُحدَّد موعد لعودته إلى بيروت في غضون أسبوعين، في حال تيسّرت الأمور.

وتبيّن من مداولات المقرات الرئاسية أن باراك كان اطّلع مسبقا قبل مجيئه إلى بيروت على أكثر من مسودة لبنانية، وهو نصح بإدخال تعديلات محددة بحيث لا يأتي الردّ كأنه رفض للورقة الأميركية. وهذا ما حصل فعلا ليل أول من أمس الأحد، في اللقاءات التي شارك فيها حزب الله عبر النائب محمد رعد وحسين خليل.

لكنّ الإشارة الأبرز في تصريحات بارّاك كانت حديثه عن ضرورة أن “يرى حزب الله أن هناك مستقبلاً له في المعادلة اللبنانية”، وهو تصريح يحمل أبعاداً سياسية عميقة تتجاوز الطابع الدبلوماسي البحت. إذ يبدو أن واشنطن لا تسعى إلى استهداف الحزب وجودياً، بل إلى إدماجه في مسار تفاهم مشروط، من شأنه أن يفضي إلى إعادة هيكلة دور الحزب جنوباً، بحيث يتحوّل تدريجياً إلى الدور السياسي البحت تحت سقف الدولة وقرارها، متخلياً تباعاً عن بناه العسكرية.

يندرج هذا التوجّه يندرج ضمن مقاربة أميركية مزدوجة الأهداف: من جهة، تأمين الحدود الإسرائيلية وضمان استقرارها، ومن جهة أخرى، طمأنة “حزب الله” إلى أنّ تحوّله السياسي ممكن إذا تجاوب مع شروط المرحلة، خصوصاً في ظل تغير أولويات واشنطن الشرق أوسطية، وانشغالها بتهدئة الجبهات تجنباً لأي مواجهة مفتوحة لا يمكن السيطرة على نتائجها.

يعكس هذا الطرح، النظري حتى الآن، تَوجُّهاً أميركياً واقعياً يُدرك أن الحلول العسكرية الشاملة باتت مستبعدة، في ظل ثبات المعادلة العسكرية القائمة في الجنوب وتعقيدات الملف الفلسطيني-الإسرائيلي، وتحديداً في غزة.

يؤشّر هذا المسار، وإن لم يُحسم بعد، تحوّلاً نوعياً في طريقة مقاربة واشنطن للمسألة اللبنانية، ويضع “حزب الله” أمام اختبار استراتيجي: إمّا المضي في خيار سياسي بضمانات أميركية وغربية، أو مواجهة مسار استنزاف طويل قد يفرض عليه تراجعات مؤلمة دون مكاسب واضحة.