<
07 July 2025
"رفع درجة التأهّب".. إليكم حقيقة الوضع عند الحدود الشرقية والشمالية!

"النهار"-

غزت الساحة اللبنانية أخبار ومعلومات بعضها خطر وموثق، وأخرى لم يثبت صحتها بعد، اذ انشغلت الأوساط السياسية في عملية فك أحجية الرسائل الامنية، من الكلام المنقول عن قناة "إسرائيلية" لمصدر سوري قريب من الرئيس أحمد الشرع، عن تسوية سياسية لتسليم الجولان، مقابل تسلم مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية، اي مبادلة الجولان بطرابلس.

كما جرى تتبع المعلومات عن مخطط لجماعات ارهابية ارسال بطاريات مفخخة عبر الحدود الشمالية والشرقية، بحسب وثيقة صادرة عن الأمن العام، وهذه الوثيقة تضاف الى الأخبار عن احتمال تفجير الوضع الداخلي وعودة المخاطر، ربطا بالحديث عن حشود لمقاتلين أجانب على الحدود الشرقية والشمالية، في إطار تحول متوقع في المسار الأمني في سورية، يمهد لعودة ارهاب تنظيم "داعش" للعمل في لبنان، حيث تحدثت المعلومات عن تحشيد عشرات المقاتلين الأجانب من الايغوار والشياشان الى لبنان .
هذه المعلومات وصفتها مصادر سياسية بانها رسائل ذات طابع أمني، للضغط على الداخل لانتزاع مواقف معينة ،على الرغم من ان بعض المعلومات يبدو واقعيا. فالرواية عن اتفاق بين سورية و "اسرائيل" للتعويض عن الجولان، هدفها توتير الوضع اللبناني وارباك السلطة السياسية ليس ، لأن لبنان دولة ذات سيادة يرفض اي مس بمنطقة بحجم مدينة طرابلس، كما ان سورية ليست في صدد التخلي عن الجولان.

اما موضوع البطاريات المفخخة فيتم التقصي ومتابعة المعلومات التي وردت الى الأجهزة المعنية، والتدقيق في صحة دخولها وتوزيعها.
وفي شأن المشهد الحدودي، أكدت مصادر بقاعية ان لا شيء غير استثنائي حدوديا، لكن الاستناد الى الحركة الاعتيادية في المنطقة لا يؤشر الى مثل هذا الأمر، ويمكن التأكيد ان الوضع مستقر ولم يسجل رسميا اي تحرك لمجموعات، فالحدود من الهرمل الى القاع وبعلبك تحت مراقبة الجيش اللبناني ونقاط الأمن السوري، والعمل والتنسيق جار لمكافحة التهريب ومنع تسلل المجموعات المسلحة.
من هنا، فإن الحديث عن حركة مريبة لمقاتلين أجانب هو من اجل توتير الوضع اللبناني، وهي أخبار مدسوسة يتم استخدامها لاغراض سياسية، لتخويف اللبنانيين وممارسة الضغوط على السلطة السياسية، للقبول بطروحات معينة تحت عنوان تفجير الوضع الداخلي.
لم يتم رصد اي نشاط ارهابي او تحرك معادي على الحدود، وينقل عن فعاليات بقاعية ان الحوادث المتنقلة على الحدود تحصل من حين لآخر بسبب طبيعة المنطقة جغرافيا، لكن المفارقة ان النشاط التجاري عاد بزخم على المعابر الشرعية وغير الشرعية بالاتجاهين من سورية الى لبنان.

ومن اجل تطويق اي ثغرة أمنية، أكدت مصادر مطلعة ان الأجهزة الأمنية رفعت درجة تأهبها، وتم إرسال أفواج عسكرية الى مناطق في الشمال اللبناني كإجراء احترازي، بعد توافر معلومات عن حالات خطف لسوريين من الطائفة العلوية في وقت سابق، وعلم ايضا ان الأجهزة الامنية تواصلت مع فعاليات وبلديات، لأخذ الحيطة والحذر عند الارتياب بأي امر غير اعتيادي في نطاقها الجغرافي.