<
02 September 2024
مسيرتنا ليست مسيرة مراكز... (بقلم جمانة ناهض)

جمانة ناهض -

ها قد أغلقت السّتارة على مسرحيّة فاشلة أراد البعض أن يكون بطلها لا بالبراعة في الأداء إنّما بالشّرخ والخداع.
إلّا أنّ البطولة لا يستحقّها أيّ كان ولا يقيّمها إلّا الجمهور الوفي. وهكذا فعل جمهور التيّار الوفي والملتزم وسيستمرّ بوفائه لفكر مؤسّسه ولتيّاره ورئيسه.
انتهت المسرحيّة الفاشلة، وبالرّغم من بعض الخسائر إلّا أنّه في العمل السّياسي الخسارة في بعض الأحيان هي.سبيل للانقضاض مجدّدًا على الرّبح فتكون له لذّة مضاعفة.
مسيرة التيّار لم تكن يومًا مسيرة مراكز، التيّار جاء من رحم معاناة طويلة: عسكريّة، اقتصاديّة ماليّة، ثوريّة، اتّهامات باطلة لا إثبات عليها، اغتيال معنويّ وسياسيّ ومحاولة إلغاء. وأمام، وبعد كلّ ذلك لم يتوقّف عمل التيّار ولم يخفّ بريقه، فوجوده منذ اللّحظة الأولى كان من أجل العمل لوطن أفضل، ولمواطن يعيش حياة كريمة.
لقد أعلن رئيس التيّار النّائب جبران باسيل عن خطّة طوارئ لمعالجة الأزمة الّتي لم يتوقّف يومًا عن الكلام عنها وعليها من مسألة ما يجري على الحدود الجنوبيّة، الحرب الهجوميّة كما سمّاها، من دون أن ينسى التّأكيد على أهميّتها ودعمها لو كانت دفاعيّة.
إلى مسألة رئاسة الجمهوريّة المعطّلة منذ سنتين تقريبًا ممّا يساهم أكثر فأكثر في الإنهيار الإقتصادي والمؤسّساتي، محذّرًا من خطر هذا الفراغ الّذي قد يتحوّل نقمة شعبيّة لمواطنين سرقت ونهبت أموالهم ويعرفون الفاعل لكنّه مجهول عند من يتحكّمون بالبلد.
كما يشدّد، وسيبقى، على مسألة التّعافي المالي والإقتصادي ووجوب تطبيق الخطط اللّازمة لذلك، مع ما قدّمته بعض الدّول من دعم قضائي في حقّ ناهبي المال العامّ.
كلّ هذه الخطط الّتي بدأها التيّار بقيادة رئيسه لن تتأثّر يومًا بخروج أو دخول، فالوطن عنده هو الهمّ الأكبر .
ومن اعتقد بحركاته وتحرّكاته، وانسحاباته أنّ التيّار سينهار وأنّ قاعدته الشّعبيّة ستثور وستعترض، كمن يحلم بغلّة أسماك في الماء العكرة. فها هو جبران في الشّوف بين محبّيه وبخطاب واضح شفّاف عميق كعادته. وبالأمس، منذ ساعات الصّباح الأولى، في زيارة لزحلة بكلّ مكوّناتها. لا يخاف، لا يتزعزع وطبعًا لا ينكسر كما يحلم ويتمنّى البعض.
لقاءات دينيّة وزيارة أديرة وكنائس والاطّلاع على تطوّرها وعلى حاجاتها. ثمّ انتقل إلى لقاءات حيث استُقبل بالتّرحاب وبالنّظرات الواثقة بأنّ زيارته من القلب وللعمل معهم لا عليهم ولتحسين ما يمكن تحسينه. لقاءات شعبيّة، سياسيّة، اجتماعيّة، بلديّة، اقتصاديّة عرض فيها أفكاره واستمع إلى المشاكل والهموم. حتّى البيئة والكسّارات لم تغب عن باله وأولاها جزءًا من حديثه.
إلى لقاء شخصيّات اقتصاديّة وجمعيّة التّجار في زحلة وتابع معهم صمودهم في ظلّ الظّروف القاسية ومشاريعهم المستقبليّة.
إلى مأدبة غداء واستقبال بعض الشّيوخ له، وصولًا إلى عشاء قضاء زحلة.
لم يقف أحد، ولو حاول البعض، في طريق زيارته هذه فالطّرقات نحن من يفتحها ونحن من يبني جسورًا وحتّى اوتسترادات كما قال جبران.
هذا هو التيّار. هذا جبران باسيل الّذي بعد كلّ خضّة ترتفع أسهمه بينما تسقط نواياهم.
هذا هو التيّار وفكر التيّار الّذي لا يتوقّف ولن يتوقّف عن بناء الوطن، كلّ شبر من هذا الوطن الّذي ننتمي جميعنا إليه.
تيّار وطنيّ حرّ على وسع الوطن. تيّار البناء والعمل. تيّار من جنيع اللّبنانيّين إلى جميع اللّبنانيّين.
تيّار وطنيّ حرّ وسيبقى حرًّا.