<
09 September 2023
خاص - ماذا يُحضّر لعين الحلوة؟ قيادات فلسطينية تجيب عبر tayyar.org...

لارا الهاشم- على الرغم من الهدوء الذي ساد مخيم عين الحلوة في الأيام القليلة المنصرمة، كانت كل المعطيات تشير إلى احتمال تجدّد الإشتباكات في أي لحظة. وبالفعل هذا ما حصل بعد أن فشل اتفاق وقف إطلاق النار في التوصّل إلى تسليم قتلة اللواء الفتحاوي أبو أشرف العرموشي الثمانية المنتمين إلى مجموعات متشددة، على رغم مرور أيامٍ على تحديد هوياتهم من قبل لجنة التحقيق.

ليل الخميس عادت الإشتباكات إلى المخيم وسط اتهامات متبادلة بين "الشباب المسلم" وحركة "فتح"، بإشعال الجبهة. فالشباب المسلم يتّهم فتح بالهجوم عليها، والحركة تتهم الشباب المسلم بافتعال الإشتباك لأنهم يرفضون إخلاء مدارس الأنروا من مسلحي الطرفين واستلام القوة الأمنية المشتركة مداخل المدارس لبدء العام الدراسي، مع الإشارة إلى أن الطرفين يتحصّنان داخل مدارس الأونروا في المخيم كونها تشكل خط الدفاع الأول لهما. علماً أنه في الإجتماعات والاتصالات بين القوى الفلسطينية والفعاليات والأحزاب اللبنانية الفاعلة على خط القضية، تمّ الإتفاق على تبادل الإخلاءات لإسقاط خطوط التماس إفساحاً في المجال أمام بدء العام الدراسي، على أن يتزامن ذلك مع توسيع عمل القوة الأمنية المشتركة بهدف الإشراف على وقف إطلاق النار.

وما بين الروايتين الإسلاميّة والفتحاوية تتحدّث معلومات من جهات متابعة بشكل حثيث ل tayyar.org عن أنّ من بدأ باطلاق النار ليل الخميس من دون أي مبرّر هي مجموعة من "فتح" من عائلتي زيدان وعثمان، لا تلتزم بقرارات قيادتها بل مرتبطة بجهات خارجية. وفي هذا الإطار تؤكّد المصادر أن الجهات الرسمية في "فتح" أعلنت خلال اتصالاتها مع الجهات الرسمية اللبنانيّة أنّ هذه المجموعات غير منضبطة.

بالنتيجة اشتدت الإشتباكات بين الطرفين وخرج تبادل إطلاق النار عن إطار البراكسات معقل "فتح" والطوارئ معقل "الإسلاميين"، وطال المنازل محدثاً موجة نزوح كبيرة إلى خارج المخيّم أبقت العشرات من دون مراكز إيواء. وهنا تتحدث المعلومات عن أن باصات أقلّت نازحين إلى إحدى مدارس الأونروا في سبلين بعد اندلاع الإشتباكات لكنهم سرعان ما عادوا أدراجهم بعد رفض استقبالهم، مع الإشارة إلى أن الأونروا علّقت عملها داخل المخيم منذ فترة بسبب الوضع الأمني الدقيق واندلاع الإشتباكات ولو بشكل متقطّع.

في هذا الوقت كانت مخابرات الجيش تعمل على خط التهدئة وإعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وقد عقد اجتماع بعد ظهر الجمعة في ثكنة زغيب في صيدا بين مسؤول استخبارات الجيش في الجنوب العميد سهيل حرب، وممثلي حركة "فتح" و"حماس" في غياب ممثلين عن القوى الإسلامية للإتفاق على وقف إطلاق النار. وفي حين يؤكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب ل tayyar.org أن العمل جارٍ لتثبيت وقف إطلاق النار إلا أنه يشدد في الوقت عينه على أنّ "فتح" ليست بوارد التنازل عن مطلبها بتسليم قتلة اللواء أبو أشرف العرموشي.
إلا أن وقف إطلاق النار الهش لم يدم طويلا، إذ سمعت بعض الطلقات النارية عصر الجمعة في محيط المخيم ما تسبب بأذى كبير من دون وقوع إصابات. في هذا الوقت كانت تجري اتصالات على أعلى المستويات وفي هذا الإطار أكد الشيخ ماهر حمود بنتيجة تواصله مع الرئيس نبيه بري أن الأخير وعد بمتابعة الموضوع.

لكن إذا كان اغتيال أبو أشرف العرموشي هو السبب المباشر لفتح جبهة المخيم، فلا تخفي القوى اللبنانية والفلسطينية خشيتها من مخطط خارجي لضرب أمن المخيّم. فالشيخ ماهر حمود يحذّر من محاولة إستعادة سيناريو مخيم نهر البارد "لتشويه صورة الفلسطينيين خدمة لإسرائيل بعد أن أظهر الفلسطينيون في نابلس وجنّين أنهم أبطال وليسوا إرهابيين". ولا يفصل حمود العبث بأمن المخيم عن الضغوط التي تمارسها جهات خارجية لفرض توطين الفلسطينيين في لبنان وذلك عبر تقليص أعدادهم إن كان قتلاً أو تهجيراً، بهدف دفع المعارضين للتوطين على الرضوخ تحت ذريعة أن عددهم قليل، سائلا عن سبب إحصاء إحدى المنظمات لأعداد الفلسطينيين في لبنان ب 170 ألف خلال العام الماضي في حين أنه أكبر من ذلك بكثير؟

من جهته يعتبر القيادي في "الجبهة الديمقراطية" خالد يونس المعروف بأبو إيهاب أن ما يحصل اليوم يندرج في إطار مخطّط كبير للمس بأمن المخيم في حين أن صيدا لطالما شكلت حاضنة للمخيم وللقضية الفلسطينية، والمس بأمنها وبأمن المخيم مرفوضٌ قطعاً.