<
22 May 2023
كلا يا سادة "الحق مش على الطليان" (بقلم سمير مسره)

سمير مسره -

بعيدا" عن الضجيج القضائي والاعلامي الذي ينقسم حوله اللبنانيون كالعادة بين متحمس لادانة حاكم مصرف لبنان قبل محاكمته ومشكك بها، لا مفر من القول ان ما تحقق اليوم هو ان لبنان لم يعد ابتداء" من ١٦ ايار ٢٠٢٣ بلد "اللا عقاب".

المفارقة في ذلك ان هذا الواقع الجديد المنتظر منذ مدة طويلة من اللبنانيين الاوادم فرضه للآسف القضاء الدولي على حساب قضاء محلي كنا نتمنى عليه صادقين ان يأخذ هو المبادرة في فتح الملفات للتحقيق بها ومعاقبة المرتكبين، خاصة" بعد وقوع اكبر كارثة في تاريخ لبنان تمثلت بسرقة أموال مودعي الشعب اللبناني كله؛ فاذهلت العالم بفظاعتها ووقاحتها الى حد وصفها بجريمة العصر.

لو سمع القضاء اللبناني الكلام الذي وجهه له فخامة الرئيس العماد ميشال عون منذ الايام الأولى لولايته والتزم به، لما وصلنا إلى قعر الهاوية. ولاننا لا نزال نعيش فيها كل يوم ونلعن كل من اوصلنا اليها، على الحاكم وكل المشتبه بهم من مصرفيين واقتصاديين وسياسيين ان يتحملوا غضبنا ويتفهموا عدم ثقتنا بهم لأننا، في انتظار معرفتنا القريبة بهوية المرتكبين، نحن على يقين على الاقل ان هذه المرة الحق يا سادة "مش على الطليان".

بفضل حفنة بطلة من المناضلين الشرفاء المعروفين بالاسم والرسم، ها هو لبنان الآن يمشي على طريق العدالة وينفض عنه ثوب "الا عقاب". انها خطواته الأولى في مشوار الالف ميل وعلينا كلنا مواكبتها مع الأمل ان يحصل قريبا" الشيء نفسه بجريمة المرفأ.