<
05 October 2022
الى الست ناديا امرأة كل الأعوام- داليا داغر

الى الست ناديا امرأة كل الأعوام...


سيطوي تشرين الأول جزءًا من أيامه تاركاً لتوأمه تفاصيل الجزء الثاني، سيقفل بابه الكبير ويخرج من قصره وأوراقه الصفراء تتطاير حواليه من دون أن ينظر وراءه هو الذي تعوّد على الحصاد بعد مواسم الجفاف...
ذاك ال"تشرين" له معكِ حكايات وحكايات.... وحدك انت تعرفينها، وحدك انت من عاشها وسمعها وخبّاها في خزانة دماغه منها ما يريد ان يتذكرها علّها تكون درساً لمن يرغب ومنها لا تريدين حتى أن يذكّرك بها أحد...
عجيب تشرين معكِ يا ست ناديا...


اليوم ونحن سوياً نطوي ست سنوات من عمر عهدٍ حُمّل كل تناقضات هذا البلد ومصائبه وحيكت حوله كل مؤامرات الحقد والكذب والضغينة، تخرجين من ذلك القصر العتيد ومعك موسوعة من مرادفات الصبر ومجلّدات من معاني التضحية والكثير الكثير من الاسرار التي لا يعرفها غيرك...
كمن قدّر له أن يرسم أهم محطات حياته في نهايات مواسم الشمس وبدايات مواسم الضباب...
لتكون له بدايات كبيرة محفورة في الجبال لا يغطيها الثلج ولا تحرقها الشمس.


كم انت عظيمة يا ناديا الشامي عون... وكم انت مدرسة في الأخلاق والصمت على الجرح وتخطّي الصعاب وكم أنت امرأة قديرة ندرت مثيلاتها.
تحية لك على كل ما قدّمته وتحمّلته وجرحك وألمك وأبكاك.
نعم ميشال عون هو رجل عظيم جبّار، كبير ونبيل لا ينكسر أما أنت، فأنت امرأة العام وكل الأعوام...
لك منا كل الحب والتقدير والمحبة...