<
14 August 2022
كيف تلاحق السلطات الفرنسية برا وجوا مفتعلي الحرائق؟

تسعى فرنسا للتصدي للحرائق من خلال الوقاية منها، لا سيما حين اتضح أن العديد منها قد أضرم عمدا. ومن أجل حماية الغابات من النيران يلاحق الدركيون الفرنسيون من البر والجو مفتعليها مستحدثة مفرزة مخصصة للمراقبة.
بعد أن تبين أن عددا كبيرا من حرائق الغابات التي شهدتها فرنسا قد أضرم عمداً وعن سابق تصور وتصميم، اتجهت السلطات الفرنسية لرصد الحرائق ومفتعليها برا بواسطة دراجات نارية أو دراجات جبلية، ومن الجو بواسطة مروحيات.

ففي الغابة المجاورة لمنتجع سولاك سور مير بمقاطعة جيروند، أفيد عن 20 حريقاً خلال أيام الأسبوع ، أتى كل منها على ما بين 100 متر مربع و 30 هكتاراً من الغابات ، وفقًا لقوات الدرك.

وانتشرت الأشجار المحروقة والجذوع المتفحمة هنا وهناك على جانبي الطرق والمسارات المخصصة للدراجات الهوائية التي تعبر الغابة.

وسعياً منها إلى وضع حدّ لدوامة الحرائق، استحدثت السلطات المحلية مفرزة مخصصة لمراقبة الغابات، ونشرت في المنطقة عناصرها البالغ عددهم 15 من دركيي الاحتياط، وتضم أيضاً ضابطاً من الشرطة القضائية ودرّاجين اثنين من اللواء السيّار، تتولى إسنادهم طائرة مروحية.

ويتوزع هؤلاء على ثلاث مناطق وينفذون دوريات في أرجاء الغابة على دراجات نارية أو دراجات جبلية أو بالسيارة عندما تتيح طبيعة التضاريس ذلك، بحثاً عن أي مفتعلي حرائق.

ونبعت فكرة استحداث هذه المفرزة هذا الأسبوع من الحرص على تجنّب إلقاء أعباء إضافية على عناصر الإطفاء الذين أنهكتهم منذ الثلاثاء عمليات إخماد الحرائق التي أتت على 7400 هكتار من غابات الصنوبر في جنوب جيروند، أي في الطرف الآخر من المقاطعة.

وقال المسؤول عن الدفاع والأمن في أفيلم نوفيل أكيتين مارتان غيسبيرو "بعد الحرائق الكبيرة في تموز/يوليو، لاحظنا زيادة في عدد الحرائق المفتعلة، إذ إن أسباب نشوء نحو عشرين حريقاً يومياً في جيروند مجهولة".

وأفاد المكتب الوطني للغابات أن البشر يتسببون بتسعة من كل عشرة حرائق، وبأن ثلاثة من كل عشرة في المتوسط مفتعلة.

- دخول الحظر محظور -

وأوضح النقيب كريستوف روك الذي تولى إنشاء مفرزة مراقبة الغابات أن هذه الفرقة هي وحدة إسناد تهدف إلى الحؤول دون اندلاع الحرائق ورصدها وربما توقيف مفتعليها إذا كانت متعمدة.

عند طرف غابة سولاك سور مير، تتولى لافتات حمراء وبيضاء تنبيه المتنزهين بأنه دخول الغابة بات محظوراً اعتبارا ًمن 11 آب/أإسطس حتى إشعار آخر نظرًا إلى خطر نشوب حريق "شديد جداً".

واعترض عناصر الدرك السبت عدداً قليلاً من الدرّاجين الذين كانوا لا يزالون يعبرون الغابات. وقال الدركي برونو كيشتوف "نسجّل تفاصيل هوية أي شخص نلتقيه، إذ نبدأ بالارتياب إذا رأيناه أكثر من مرة".

وبواسطة أجهزة الاتصالات اللاسلكية، تلقى الدركيون بلاغاً عن اندلاع حريقين تفصل بينهما مسافة 500 متر فحسب في محيط بازاس إلى الجنوب من بوردو. وشاهد أحد السكان في الجوار شخصا يرتدي "سروالا أصفر اللون" على دراجة بخارية.

فوق الغابة، تستدير مروحية مفرزة مراقبة الغابات وتتجه مباشرة إلى بازاس التي تبعد نحو 130 كيلومتراً

وقال الدركي جيريمي إيرنانديز قبل أن ينطلق بالسيارة التي صدح صوت صفارات الإنذار منها بحثاً عن سيارة رباعية الدفع تم الإبلاغ عنها في الغابة "ستكون مهمتنا التالية في أي مكان يندلع فيه حريق. لقد تم استدعاؤنا إلى هذا الموقع بصورة عاجلة ولكن يمكننا التحرك إذا كانت أي مناطق أخرى معنية"

France 24