لأن صوتكم في الانتخابات عزيز عليكم، ولأن له ايضا"مفعول توكيل خاص يعطيه الناخب للمرشح بغية تمثيله في الندوة البرلمانية؛ لا تنتخبوا من يتهم آلاوادم بالفساد وهو اكبر الفاسدين. راجعوا تاريخهم واقرأوا سيرتهم الذاتية وستتأكدون ان من يريدون ان يخلعوا ثوبهم الوسخ ليلبسه الى الشرفاء هم منافقون، ولافرق ان كانوا من الاحزاب او الجمعيات المدنية، من فئة القدامى في السياسة او الطارئين عليها. ألامثلة التي تدل عليهم بالاصبع كثيرة وهي معروضة بالشعارات والصور على معظم اللوحات الاعلانية التي اجتاحت الطرقات ضاربة" بعرض الحائط مبدأ "من اين لك هذا".

لا تنتخبوا من امتهن ثقافة الاشاعات فهم مرضى في عقولهم تنقصهم الحجة. ليس لديهم اي شيء ايجابي يقدمونه لتخطي الآزمات بل يتكلون على ضعفاء النفوس لنشرها في المجتمع من دون اي سؤال او تفكير تماما" كما يفعل الببغاء.

تذكروا جيدا" ان الشائعات يصنعها الحاقدون وينقلها الحمقى ويصدقها البلهاء. اما عن الكذب فهم من شدة جهلهم يعتبرونه "ملح الرجال" وقد انضمت اليهم مؤخرا" مجموعة من نساء زمن الاعلام الرديء عملا" بمبدأ المساواة الشهير. رغم علمهم المسبق ان "الكذب حبله قصير" يصرون عليه لشيطنة الخصم فاذا بهم مع الوقت يتحولوا الى شياطين.

لا تنتخبوا من يطلوا عليكم بوجوههم الصالحة، ويخبئون عنكم نواياهم الطالحة. فهم اما جبناء او خبثاء، وبكلتا الحالتين لا يؤتمنان على ثقتكم. للآسف عددهم في بلد الارز كبير، وهم اعتادوا على "نقل البارودة من كتف الى كتف آخر"، بعد ان دربوا انفسهم على الرضوخ امام المحتل وعلى مدحه ليلا" نهارا". وعندما رجع الى بلاده، تقمصوا شخصية "دونكيشوط" الخرافية واعلنوا عليه في مخيلتهم حربا" ضروسا".

اذا صنفتم هؤلاء في عقولكم وقلوبكم ووضعتموهم في خانات النفاق، والاشاعات، والكذب، والخبث، والجبن، ستكتشفون ان الجواب عن هويتهم سيظهر مباشرة" وجليا" من دون عناء. بعد الانتهاء من هذا الاختبار، فكروا جيدا" وقرروا الى اي جهة يجب ان يذهب توكيلكم لوطن الاحرار، سوف تجدون عندئذ انه سيسلك حتما" طريق التيار الوطني الحر...

سمير مسره