<
15 January 2022
بلد معطّل (بقلم ليليان راضي)
وتبقى السياسة في لبنان طبقا دسماً لكل المواضيع ولو انه غير صحي على معدة المواطن فسعراته الحرارية المرتفعة تسبب التخمة في المواقف المستعرة المضمون لكنها فارغة من اي فائدة ممكن ان تعود بمنفعة على المواطن الذي يتضور جوعاً ويترجى قراراً او تدبيراً صغيراً يلجم الغلاء ويوقف شجع التجار ويقضم  تصاعد الدولار الجنوني. 
 
من المتعارف عليه ان السياسة هي فن الممكن وفن الفعل من اجل الخدمة العامة. وحين تسأل اي مسؤول عن هدفه من ممارسة العمل السياسي يجيبك الخدمة العامة لإعلاء شأن الوطن والمواطن. 
 
الا في لبنان نجد فائض من القوة تمارس في شل حكومة بأم وابيها ورئيسها لا يجرؤ على طلب انعقاد جلسة وزارية بحجة الميثاقية وزيادة الشرخ. 
 
فعن اي خدمة عامة ومسؤولية وضمير يتكلم ساستنا الذين يمعنون يومياً في اذلالنا وقهرنا. 
 
وفي لبنان ايضاً يدعو رئيس جمهورية الافرقاء الى طاولة حوار لمناقشة امور ملتبسة بينهم وبنود تشكل خلافاً حاداً بين نهجين فتقابل الدعوة بالرفض بحجة عدم جدواها او بحجة الشعبوية الانتخابية. 
 
فكيف لسياسيين مؤتمنين على خدمة الشعب وتسهيل امور حياته ان يتنصلوا من اي امر او اجتماع او حوار قد يتوصلون من خلاله الى حلحلة ولو طفيفة في امور هامة تعود بالمنفعة على الناس. 
 
كيف لمسؤول ان يكون عديم المسؤولية وفي منتهى الإستلشاء وهو يتنصل من واجبه في استغلال اي فرصة لمقاربة مسائل شائكة او على الاقل لطرح حلولاً عامة مفيدة وناجعة. 
 
افقروا الشعب وذلوا المواطن في لقمة عيشه حجزوا ودائعه في المصارف ومنعه عنه الطبابة وها هم يمعنون اكثر في دفنه طيباً في مقابر جماعية دون رحمة. 
 
فريق يعطل جلسات مجلس الوزراء بحجة الخوف من تحقيق مسيس وقبع قاض بتهمة الإستنسابية والشك ان التحقيق ينحو صوب اتهام فريقه في التفجير كي لا تتكرر معه تجربة المحكمة الدولية. فهل يعقل ان هذا الفريق الذي لم يعترف يوماً بوجود المحكمة الدولية ولم يمتثل قط الى احكامها وحارب المحكمة في عقر دارها يخاف اليوم اكثر من تحقيقٍ ما زال في بدايته ويمنع بالتالي امتثال وزراء الى التحقيق. 
 
هل اخاف القاضي طارق البيطار حزب الله اكثر مما اخافته المحكمة الدولية؟ 
 
هل التشبث بموقف حاد ومتصلب يمنع عنه هذه التهمة ام يعززها اكثر في نفوس اخصامه وتثير التساؤل والريبة لدى كثيرين آخرين. 
 
تعطيل الحكومة بهذا الشكل الدراماتيكي بفائض من قوة متهم الحزب في استغلالها ترتد سلباً عليه وتعزز من اتهامات الخصوم في كونه الحاكم في امره في السياسة الداخلية. 
 
هل يدرك حزب الله انه يمعن من حيث يدري او لا يدري في القضاء على ما تبقى من عهد الرئيس ميشال عون وقد امعن نحراً وتدميراً في هذا العهد كما فعل اخصام ميشال عون. 
 
بماذا يختلف حزب الله عن حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي في رفضهم الحوار الوطني في بعبدا  او ليس هذا الإحجام عن المشاركة في الحوار وحلحلة ازمات الناس الكثيرة تشبه تعطيل الحكومة وتفعيل دورها في حلول مستعجلة وملحة. 
 
من المؤسف اننا في لبنان نعيش في كنف طبقة لا تجيد سوى لغة التعطيل وتجعل من النكد السياسي انجازاً مهماً والأهم انها لا ترحم "ولا بتخلي رحمة الله تنزل."