<
06 December 2021
الديار: اين وزارة الصحة من رعاية الفقراء والمُعدمين في الشمال؟

الديار: دموع الأسمر-

مستشفيات شمالية : الدفع مُسبقاً وبالدولار ... والحجّة فرق سعر الصرف

لم يعد الاستشفاء متاحا للفقراء، بعد اقفال ابواب المستشفيات الخاصة في وجوههم، فالابواب تفتح فقط للاغنياء لمن يدفع الملايين ، وبالدولار، وفي حال تعذر الدفع، فالابواب تقفل في وجه المرضى، حتى لو كانت حالتهم الصحية خطيرة جدا.

 

تحتضن عاصمة الشمال عددا لا بأس به من المستشفيات الخاصة، ومستشفى حكومية واحدة، لكن هذا المستشفى الحكومي اصبح عاجزا عن استقبال المرضى، خصوصا مرضى كورونا لعدم وجود اسرّة كافية ، اضافة الى ان امكانياتها للعمليات الجراحية ما زالت محدودة ، بينما المستشفيات الخاصة تملك تقنيات ومهارات اوسع.



في المقابل، هذه المستشفيات الخاصة تشترط على المرضى قبل الدخول للدفع ، حتى لو كان مضمونا في الضمان الاجتماعي والتعاونية وغيرها، والمبلغ يتراوح بين خمسة ملايين وصولا الى عشرة ملايين ليرة، وخلال فترة العلاج ترتفع الفاتورة لتصل الى رقم يعجز مواطنون كثر عن دفعها، فيضطر البعض لمن لم يجد مكانا له في المستشفى الحكومي الى التزام منزله حتى يكتب له الشفاء او العكس!!!!


بعض المستشفيات الخاصة ترفض استقبال مرضى الضمان الاجتماعي، الا في حال واحدة هي ان يوقع المريض على نسبة حسم ٥٠٪ والباقي على حسابه، اضافة الى دفع فروقات مالية، لان الضمان الاجتماعي ما زال يؤمّن لمرضاه الدفع على قيمة الف وخمسمائة ليرة، بينما المستشفيات في هذه الحالة تدفع الفروقات حسب سعر صرف الدولار، اي تغطية المبلغ المتبقي بالملايين.

 

في الآونة الاخيرة فقدت عائلات اشخاص اعزاء ، بعد تعذر علاجها في المستشفى، فبقيت تعاني في المنزل حتى فارقت الحياة.



كذلك رفع المواطنون الصوت عاليا بحق المستشفى الحكومي الذي يفرض على مرضى الكورونا في اليوم الواحد مليون ليرة، يعني في حال كان بحاجة لايام، عليه دفع الملايين، هذا في المستشفى الحكومي، فكيف هو الوضع في المستشفيات الخاصة؟

 

اصبح المواطن اللبناني يعيش في بلد لا يوجد فيه مكان للموظفين الذين فقدت رواتبهم قيمتها، بينما التجار يتلاعبون باسعار المواد الاستهلاكية وسط غياب تام للوزارات المعنية.

 

كذلك يواجه اصحاب الامراض المزمنة مشكلة كبيرة، حيث لم يحصل عدد كبير منهم على دوائه من وزارة الصحة، علما ان ادويته لم يرفع الدعم عنها لانها من الادوية المستعصية، لكن السؤا ل المطروح ما هي المشاكل التقنية التي تمنعه من استلام دوائه بعد مضي شهر على انقطاعها؟ لا جواب من مقر وزارة الصحة في منطقة القبة.


قد يضطر الفقير الى الاستغناء عن كثير من اساسيات الحياة، الا الاستشفاء، فالمرض لا يرحم، والعلاج لم يعد متوفرا للجميع، ومبررات المستشفيات الخاصة كثيرة وجاهزة، والمريض المعدم غير المضمون، والذي لا يتمتع برعاية يموت دون علاج ، ووزارة الصحة غائبة ولعلها تعجز عن ايجاد حل يرعى كل المواطنين بانسانية ودون اذلال وقهر ... وإلا كتب على من لا يملك المال ولا الدولار، ان يتحمل اوجاعه بانتظار فرج الله ورعايته، او مُحسن تحرّكه انسانيته... اما ادوية الامراض المستعصية وغيرها من المزمنة الى السرطانية، فما على المرضى الا ان ينتظروا رحمة وزارة الصحة، لعلها تستيقظ فتسرع الى تأمين الاستشفاء والدواء للجميع ...

الديار