<
27 October 2021
كي لا تلام مهنة الاعلام (سمير مسرّه)

كتب سمير مسرّه يقول:

مما لا شك فيه ان الرسالة التي وجهها  رئيس الجمهورية العماد ميشال عون البارحة الى المجلس الوطني للاعلام اثناء زيارته لقصر بعبدا، كانت صريحة" ومعبرة"، لانها شكلت فرصة" لاعضائه لتقييم الاداء الضعيف لهذا المجلس الذي تميز بغيابه الكلي عن المشهد الاعلامي في خضم مرحلة دقيقة كان الوطن بامس الحاجة اليه.

 

نحن، مع الرئيس، نقول هذا الكلام ليس من باب الظلم والتجني بل من باب حث المجلس على استعادة المبادرة ولعب دوره في الحفاظ على كرامة ومصداقية المهنة، خاصة" في ظرف توهم الكثيرون من الطارئين عليها، افرادا" ومؤسسات، انهم يستحقون صفة الاعلامي او الاعلامية، فمارسوها على طريقتهم المنافقة والخالية من الصدق والادب والاخلاق.

 

ولان ليس هنالك ارادة ردع  لمن يكذب، ويشتم، ويحرض، ويبيع ضميره؛ وصلنا الآن من خلال الاعلام الى مستوى متدني في الخطاب السياسي يرتكز فقط على نشر الكراهية في المجتمع، وشيطنة الخصم، واغتيال صورته، من دون ان يكون لهذا الخطاب اي بعد استراتيجي او افق لخطط وحلول تخرجنا من ازمتنا الحالية. اما من يجرؤ من السياسيين على التكلم بالاتجاه الصحيح، فيواجه باتهامات الفساد ويرفع بوجهه جدار عرقلة مشاريعه لتعريته وازاحته، وكل ذلك بدافع الغيرة والحسد والمثل الشعبي الذي يقول: "قوم حتى آخد محلك".

 

مسكينة مهنة الاعلام في لبنان...مسكينة لان البعض من المنضويين تحت سقفها جرها الى البهدلة...مسكينة لان التاريخ سيذكر انها لم تتحمل مسؤوليتها كعنصر ايجابي مساعد لنهضة الوطن في احلك ظروفه، بل هي ساهمت في احباط شعبه  وانهيار مجتمعه..ولكي لا تتطول اكثر لائحة صفتها المسكينة؛ عليها ان تتعظ مما قاله رئيس الجمهورية لمجلسها، عله يجدد رسالته، ويشد عزيمته، ويفرق بين الصح والخطأ، ويصوب المسار نحو اعلاء شأن الحقيقة.

 

على المجلس ان يقوم بكل ذلك كي لا يأتي يوم "تلام فيه مهنة الاعلام"...