<
25 October 2021
سياسة المركز التربوي في الموارد التعليمية المفتوحة...في ندوة افتراضية


نظم المركز التربوي للبحوث والإنماء ندوة عبر تطبيق "تيمز" بعنوان "سياسة المركز التربوي للبحوث والإنماء في الموارد التعليمية المفتوحة في لبنان"، إستكمالا لمشروع إطلاق المنصة الرقمية التفاعلية "مواردي" حول التحول الرقمي التي سبق وأطلقها في شهر تموز 2021. حضرالندوة أكثر من 120 مشاركا توزعوا بين موظفي المركز التربوي ومدربين من مكتب الاعداد والتدريب واساتذة من التعليم الرسمي والخاص في التعليم العام ما قبل الجامعي، بالاضافة إلى باقة من أساتذة الجامعة اللبنانية كلية التربية.

استهلت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، ومقدمة تلتها منسقة لجنة الموارد التعليمية المفتوحة الدكتورة بلانش أبي عساف، مشيرة إلى أهمية "اعتماد ثقافة الموارد التعليمية المفتوحة في التعليم العام ما قبل الجامعي، وذلك انطلاقا من معطيات المؤتمر العالمي لليونسكو حول الموارد التعليمية المفتوحة لعام 2012، مرورا بالعديد من الورش الاقليمية والعالمية التي شارك فيها المركز التربوي والتي منها انبثقت فكرة وضع سياسة للموارد التعليمية المفتوحة ومعايير تقويمها".

ثم رحب رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء جورج نهرا بالحضور وبالخبراء المشاركين منهم الخبير العالمي هال بلوتكن وهو باحث أول في معهد دراسة إدارة المعرفة في التعليم (ISKME)، وعمل على السياسة المفتوحة في المشاع الإبداعي بالولايات المتحدة الأميركية بين 2014-2017 وبالدكتور فوزي بارود وهو الخبير المتخصص في الموارد التعليمية المفتوحة - وهو من أسهم بالتعاون مع لجنة الموارد التعليمية المفتوحة في وضع مسودة السياسة OER في المركز التربوي للبحوث والإنماء.
وأكد أن "أهمية هذه الندوة تكمن في تلاقيها مع الورشة القائمة في المركز التربوي للبحوث والانماء على مستوى تطوير المناهج التعليمية ما قبل الجامعية نحو مناهج تفاعلية، وذلك إنطلاقا من الهدف الرابع من التنمية المستدامة 2030، "لضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"، فيعد التعلم الإلكتروني وتطبيقاته المختلفة من الأنظمة التعليمية المساندة لمنظومة التعليم في المؤسسات التعليمية، والذي يسهم في تكوين بيئة تعليمية تفاعلية محفزة للتعلم والإبداع وتنمية المهارات والخبرات بما يحقق إنتاج المعرفة وزيادة التحصيل وتطوير الإنتاجية في كل الجوانب، ويضمن مخرجات عالية الجودة للوصول إلى معالم التعليم المستقبلية بحسب تطلعات النظام التعليمي الذي يسعى إلى الكفاءة والفاعلية".

وقال: "بناء على ذلك، عمد المركز التربوي للبحوث والانماء لوضع مسودة سياسة الموارد التعليمية المفتوحة، التي ستؤسس إلى بناء مهارات خلاقة وتعاونية بين المتعلمين والمعلمين مما يساعد في تحسين جودة التعليم وخصوصا أنها في عملية تطور مستمر، ولا تقف عند حد معين بل بانتقالها بين الأفراد في المجتمع التربوي فهي تكسب غنى وتجددا وابتكارا".

وكانت مداخلة للدكتور هشام خوري وهو استاذ جامعي ومستشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المركز التربوي للبحوث والإنماء، بعنوان "كيفية استفادة المركز التربوي تقنيا من الموارد التعليمية المفتوحة". وقدم عرضا مفصلا حول أهمية هذه الموارد, وشرح كيف أن "منصة مواردي التي هي نظام إدارة المحتوى، تتمتع بمرونة عالية لتتوافق مع أي تغيير أو تعديل بحيث يستطيع أفراد الهيئة التعليمية في القطاعات كافة، تشارك الموارد في ما بينهم، ما يساعد في تعزيز تبادل النتاجات، ويوفر بالتالي على المعلم المستفيد عناء البحث المطول، عن مورد تعليمي رقمي مناسب مع مراعاة الاحتفاظ بحقوق التأليف. وفي هذا الأمر فرصة لتعميم ثقافة الموارد التعليمية المفتوحة (OER) وأهميتها في اقتصاد المعرفة واستدامتها".

وعرضت منسقة الهيئة الاكاديمية المشتركة في المركز رنا عبدالله مداخلتها بعنوان "كيفية استثمار المركز التربوي للموارد التعليمية المفتوحة في تطوير موارد رقمية فعالة من حيث ملاءمتها للمنهج الوطني، ومن حيث التكلفة، وإتاحة التعلم للجميع". واتبعت عرضها بالعديد من الأمثلة في قراءة الواقع في المشاريع الحالية والمستقبلية المطبقة في المركز التربوي للبحوث والإنماء.

بلوتكن
وقدم بلوتكن مداخلة بعنوان "سياسات الموارد التعليمية المفتوحة - فرص وتحديات"، افتتحها بشكر للمركز التربوي ممثلا برئيسه على الدعوة الموجهة إليه واعتبر مشاركته في مناقشة مسودة الموارد التعليمية المفتوحة "شرفا عظيما". كذلك، اعتبر المسودة "انجازا عظيما"، وأن "تعميم ثقافة الموارد المفتوحة سوف يسهم في تعميم ثقافات المعرفة المتنوعة".
وقال: "دعوني أضيء على أهمية الموارد التعليمية المفتوحة، كونها تسهل عملية التعلم، وهذا ما أثبتته دراسة نفذت في الولايات المتحدة وكانت نتائجها ان المعلمين كانوا أكثر حماسا عند استعمالهم للموارد التعليمية المفتوحة وكذلك المتعلمين الذين تحسنت انتاجياتهم التعلمية".
أضاف: "إن سياسة الموارد التعليمية المفتوحة التي أنتم اليوم في صدد مناقشتها، تعتبر فرصة كبيرة للبنان في نشر المعرفة والتبادل الثقافي ومحليا وعالميا. فاستعمالنا للموارد التعليمية المفتوحة، يؤمن تبادل المعلومات والابحاث ويسمح للمتعلمين والمعلمين أن يصبحوا أكثر ابتكارا وانتاجا لمعارف جديدة. وعليكم كلبنانين أن تكونوا الرائدين في نشر ثقافتكم في الموارد التعليمية المفتوحة".

بارود
أما المداخلة الأخيرة فكانت مع الدكتور فوزي بارود الذي استهل عرضه بلمحة سريعة لمجموعة من التوصيات الصادرة عن اليونسكو حول تطبيق الموارد التعليمية المفتوحة. واشار إلى اول خطوة نفذها مع المركز التربوي وهي "تدريب مكثف لأكبر عدد من المدربين والمعلمين".
وقال: "أما الخطوت اللاحقة فكانت وضع مسودة سياسة الموارد المفتوحة التي نحن في صدد مناقشة مضمونها، والتي ستسمح بإشراك المعلمين والمتعلمين بوضع المحتوى التعليمي، بالإضافة إلى تعميم عملية الوصول المعرفي من خلال استخدام مجموعة من الآليات الرقمية المختلفة والوسائط الفعالة التربوية. وتسهم في العمل على التحديث الدائم للمعلومات ولكافة المناهج المعروضة بغرض التوافق مع عمليات التطوير المنهجية بالعملية التعليمية. كما تؤمن الاستفادة من كل الموارد المقدمة من خبراء في مجال التعليم، من اختلاف الثقافات والتنوع المعرفي بغرض خدمة الرؤية الخاصة بالعملية التعليمية. وبالنهاية السعي لتسهيل ودعم التواصل الدائم والمستمر لما له من أثر فعال في الحياة الشخصية والمهنية. دعم حركة التعليم المنفتح كمجال وكمنهجية دراسية".