إذا كان 21 تشرين الاول 2021 يوماً عادياً في لبنان، من حيث المعاناة اليومية للناس مع الأزمات المعيشية المتراكمة منذ ثلاثين عاماً، فهو من حيث الاصلاح، يوم غير عادي. ففي هذا اليوم بالتحديد، وبعد متابعة مستمرة من الرئيس العماد ميشال عون منذ اقراره في الحكومة السابقة بتاريخ 26 آذار 2020، ومع تجاوز كمٍّ هائل من العقبات المفتعلة، بدأ التدقيق الجنائي رسمياً وعملياً في حسابات مصرف لبنان، وفق ما أبلغه رئيس الجمهورية الى المنسقة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة في لبنان، التي زارته في بعبدا، مؤكداً لها في الوقت عينه أن التحضيرات مستمرة لبدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي في اقرب فرصة ممكنة ولافتا الى ان الحكومة ماضية في معالجة الشؤون الحياتية الملحة للحد من تأثيراتها السلبية على المواطنين، في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وانعكاس ذلك على أسعار السلع.

وإذا كان 21 تشرين الاول يوماً عادياً في لبنان من حيث المناكفات المعروفة والمزايدات الفارغة من المضمون، فهو روحياً، اليوم الذي ودَّع فيه اللبنانيون بأسى كبير المونسنيور توفيق بو هدير، ابونا توفيق، الذي منحه رئيس الجمهورية وسام الاستحقاق الوطني اللبناني البرونزي تقديراً لعطاءاته، ولاسيما لدوره مع شبيبة لبنان.

وهو، اي 21 تشرين الاول 2021 كذلك، اليوم الذي فقد فيه الفن اللبناني ركناً من اركانه، طبعَ في عقول الناس وقلوبهم شخصيتَه المحببة في الحياة المهنية كما الشخصية، الممثل بيار جامَجيان، او بيارو.

أما في العام 1990، فيوم 21 تشرين الاول لم يكن ابداً يوماً كباقي ايام السنة. فبعد اسبوع على عملية 13 تشرين الاول 1990 التي اطاحت ما تبقى يومها من لبنان الحر، بتواطؤ داخلي معروف مع الخارج، اغتيل داني شمعون وزوجتُه إنغريد وولداه طارق وجوليان بدم بارد، على يد مجرمين يعرفهم جيداً كل اللبنانيين. ونشير في هذه الاطار، الى حلقة خاصة مع رفاق الشهيد الكبير، تبث مباشرة بعد هذه النشرة عبر ال أو.تي.في.