<
11 June 2021
الرئيس عون: إرادة اللبنانيين في مواجهة التحديات ثابتة ولا بد للمجتمع الدولي من المساعدة على إيجاد حلول
رئيس الجمهورية للمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية: من المستحيل الاستمرار في استقبال العدد الضخم من النازحين السوريين وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة العمل على اعادتهم الى قراهم في سوريا التي باتت آمنة
 
المسؤولة الأممية نوهت بإدارة رئيس الجمهورية للاوضاع في لبنان: العمل مستمر لتقديم كل المساعدات الممكنة كي يتمكّن لبنان من تجاوز الظروف الصعبة
 
الرئيس عون امام " المؤتمر القومي الاسلامي": أتمنى ان تعود القضية الفلسطينية القضية الاساس للعرب
ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية السيدة ميمونة محمد شريف، خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان لبنان الذي يواجه ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة، يتطلع الى دعم منظمات الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة كي يتمكّن من الخروج من الضائقة التي يعيشها منذ اشهر. 
 
واكد ان المساعدات التي تلقاها لبنان ليست كافية بالنظر الى  ما أصابه من اضرار سواء بعد الانفجار في مرفأ بيروت، او انتشار جائحة "كورونا"، ومسألة النزوح السوري الذي تضاعف خلال سنوات الحرب السورية، حتى وصلت اعداد النازحين السوريين الى مليون و800 الف نازح، وتجاوزت الكلفة التي تكبدها لبنان 45 مليار دولار، فضلا عن الانعكاسات السلبية على الاقتصاد اللبناني بعد اقفال الحدود اللبنانية-السورية وتعذّر حركة تصدير المنتجات اللبنانية.
 
  واعتبر الرئيس عون انه من المستحيل الاستمرار في استقبال هذا العدد الضخم من النازحين السوريين، وعلى المجتمع الدولي من جهة والأمم المتحدة من جهة ثانية، العمل على اعادتهم الى قراهم في سوريا لا سيما تلك التي باتت آمنة.
 
وفيما رأى الرئيس عون ان التضامن الدولي مع لبنان هو دليل ثقة بمستقبل هذا البلد شعبه، على رغم كل الظروف القاسية التي يمر بها حاليا، شدد على ان إرادة اللبنانيين في مواجهة التحديات ثابتة، ولا بد للمجتمع الدولي ان يلعب دوره في المساعدة على إيجاد حلول للازمات المتلاحقة في بلدنا. 
 
ونوه رئيس الجمهورية بالمساعدات التي قدمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية  UN HABITAT الذي يعمل من اجل مستقبل حضري افضل وتحقيق التنمية العمرانية المستدامة ولا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت حيث اجرى مسحا ميدانيا للأضرار وجمع 160 الف طن من الركام. كما اطلق مشروع مساعدة طوارئ بقيمة 157.7 مليون دولار، وأعاد تأهيل 23 مدرسة في بيروت وجبل لبنان و100 وحدة سكنية. وتمنى ان يستمر عمل البرنامج في مجالات اختصاصه كافة. 
 
وكانت السيدة ميمونة شريف أعربت عن سعادتها لوجودها في لبنان مع الوفد المرافق، واطلعت الرئيس عون على النشاطات التي قام بها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمشاريع التي يعتزم الاستمرار بتحقيقها، وعددها 24 مشروعا، الى جانب ما قدمه البرنامج من استجابة لكارثة بعد انفجار مرفأ بيروت. وأشارت الى ان اولويات البرنامج تحقيق تنمية حضرية مستدامة واندماجية، وتطوير اطر التنمية وجعل المدن قادرة على الصمود والتغلب على التحديات التي تواجهها لمواصلة النمو.
 
وعبّرت السيدة شريف عن تضامن البرنامج مع لبنان رئيسا وحكومة وشعبا، مؤكدة استمرار العمل على تقديم كل المساعدات الممكنة كي يتمكّن لبنان من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها. 
 
ولفتت المسؤولة الأممية الى ان البرنامج عمل بعد حرب تموز في العام 2006 على تقديم المساعدات الفورية، كما يعمل حاليا لمعالجة ازمة النازحين السوريين ويقدم الدعم للبلديات، منوهة بمواقف رئيس الجمهورية وادارته الحكيمة للأوضاع في لبنان، وتصميمه الدائم على التنسيق مع منظمات الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة. وأكدت على وضع استراتيجية لتحقيق اهداف قريبة المدى وأخرى بعيدة، متمنية الحصول على دعم الحكومة اللبنانية لها. 
 
ورافق السيدة ميمونة شريف في زيارتها، رئيسة البرنامج القطري لموئل الأمم المتحدة السيدة تاينا كريستيانسن، ومدير المكتب التنفيذي الدكتور نيل خور، والممثل الإقليمي لموئل الأمم المتحدة في العالم العربي السيد عرفان علي. 
 
وفد عربي للتهنئة بعيد المقاومة والتحرير
 
على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون وفداً من " المؤتمر القومي الاسلامي"، ضم رؤساء احزاب ونواب وشخصيات سياسية ونقابية من لبنان وعدد من الدول العربية، حضرت الى القصر الجمهوري لتقديم التهنئة لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.
 
في مستهل اللقاء تحدث الدكتور خالد السفياني، المنسق العام للمؤتمر القومي الاسلامي، فأكد مشاركة لبنان باحتفاله بذكرى عيد المقاومة والتحرير، كما مشاركة "المقاومة الفلسطينية بانتصارها العظيم على الكيان الصهيوني،" لافتاً الى أن هذه الزيارة لم تكن لتكتمل من دون لقاء الرئيس عون الذي "اصبح يشكل رمزاً للصمود والثبات والحكمة، وهو مشهود له بمواقفه الوطنية والقومية." 
 
وتوجّه للرئيس عون بالقول: "نحن نعتز بمواقفكم وبصمودكم امام التآمر الذي يستهدف لبنان النموذج للديموقراطية وللتعايش الحقيقي بين مكوناته المختلفة. ونعتبر أن امن لبنان جزء اساسي من امننا القومي، وأن تقدمه اساسي لتقدم الامة رغم كل الصعاب التي يمر بها، في ظل عهد رئيس للجمهورية استطاع أن يدير مرحلة من اصعب المراحل التي تمر بها الامة ولبنان، لاسيما وأن رئيس لبنان لم يتخل عن اي جزء من ثوابت هذه الامة."
ورد الرئيس عون مرحّباً بالوفد، معرباً عن سعادته باستقباله "الاصدقاء والاشقاء العرب من كل المنطقة، من المشرق والمغرب" مؤكداً ان "لبنان يحتفل في كل عام بعيد المقاومة لأنها شكلت نموذجاً للصلابة والصمود وبالتالي للنصر. "
 
وذكّر الرئيس عون بمواقفه ابان حرب تموز، مشدداً على ما قاله حينها بأنه "لن تُكتب الغلبة لإسرائيل بعد هذه الحرب، وهي اصبحت عاجزة عن تحقيق النصر في اي حرب تخوضها. وهذا ما كان واضحاً في حرب غزة الاخيرة حيث تفاجأ العدو الاسرائيلي، كما العالم، بالمقاومة وما حققته، فانقلبت الموازين." 
 
وتمنى الرئيس عون في ختام كلمته "ان تعود القضية الفلسطينية القضية الاساس للعرب."
 
وضم الوفد ممثلين عن: لبنان، والغرب، وموريتانيا، وتونس، والأردن، ومصر، وليبيا، والسودان، والتشاد، والبحرين، واليمن، والمملكة العربية السعودية، والكويت، والصومال.