<
17 May 2021
بعد الأزمة الصحية الحرجة التي ألمّت به.. هذا ما كشفه زاهي وهبة للـtayyar.org

زاهي وهبة للـtayyar.org بعد الأزمة الصحية الحرجة التي ألمّت به: زوجتي رابعة كانت الأوكسيجين العاطفي والمعنوي الذي عوضني الأوكسيجين الطبيعي  

---------------------

غريس مخايل - 

 بعد مروره بأزمة صحية خطرة جراء إصابته بفيروس كورونا كان لموقع tayyar.org هذا الحديث مع الاعلامي الكبير زاهي وهبة حيث كانت مناسبة كذلك لسؤاله عن الأوضاع في فلسطين المحتلة.

ماذا تقول بعدما مرت عليك هذه الأزمة الصحية السيئة وكيف تصف مرحلة المعاناة؟
الشكر لله الذي منَّ عليّ بالشفاء ووهبني عمراً جديداً بعد الوضع الحرج الذي مررت به، فما عانيته واختبرته لم يكن سهلاً على الإطلاق. لقد عشت أياماً صعبة كنت فيها تحت الخطر وكانت كل الاحتمالات واردة، لذا يمكنني القول أنني عدتُ من الموت.
وهنا لا بد لي من أن أوجه الشكر والامتنان لفريق الأطباء والممرضين والعاملين في المركز الطبي في الجامعة الأميركية وبشكل خاص لكلٍّ من: د. زينة كنفاني، د. صلاح زين الدين ود. محمد جواد خليفة، ومن خارج مستشفى الجامعة للدكتور بيار حداد على الرعاية والاهتمام، والشكر لكل الأصدقاء والزملاء من مختلف المواقع والمنابر الإعلامية وبشكل خاص زملائي في قناة الميادين وعلى رأسهم الأستاذ غسان بن جدو على وقفتهم النبيلة الداعمة والمسانِدة، ولكل المحبين من كل أنحاء العالم الذين رفعوا الصلوات وأضاؤوا الشموع ونذروا النذور في الكنائس والمساجد والمقامات والمزارات. فاستجاب الله لصدق صلواتهم ونذورهم.
كيف التقطت فيروس كورونا اذا كنت تعرف المصدر وكيف بدأت العوارض بداية وكيف تطورت؟
أغلب الظنّ أنني التقطت الفيروس من زميل لي كان يقلني من الأستديو إلى البيت، وعلمت لاحقاً أنه كان مصاباً. بدأت العوارض بشعور من التعب والإرهاق ثم تطورت إلى آلام مبرحة في العضلات، لكنها في الأسبوع الأول كانت محمولة إلى حد ما وكنت أتلقى العلاج في البيت لكن الوضع تدهور في اليوم التاسع على الإصابة ما استدعى نقلي إلى المستشفى بسبب هبوط نسبة الأوكسيجين، وهنا أتمنى على الأطباء والمعنيين الذين يظهرون في وسائل الإعلام أن يشرحوا الناس ما هي عوارض نقص الأوكسيجين كي يسارع من تصيبه إلى مراجعة الطبيب، لأن التساهل في هذا الأمر قد يودي بنا.

ماذا تقول لزوجتك التي لم تفارقك لحظة ورافقتك بصلواتها؟
ببساطة رابعة كانت الأوكسيجين العاطفي والروحي والمعنوي الذي عوضني نقص الأوكسيجين الطبيعي، وقفتها معي وإلى جانبي أكدت على معدنها النبيل والأصيل. ولا أبالغ إذا قلت أن وجودها إلى جانبي ساهم في عودتي إلى الحياة، ومهما قلت أو كتبت لن أفيها حقها كحبيبة وزوجة ورفيقة درب وشريكة حياة وأم لولديّ دالي وكنز، ولا أغالي إن قلت أنني أناديها رائعة لا رابعة.

كيف تصف تعاطف الناس الذين أظهروا محبة كبيرة لك وتقديرا كبيرا أيضاً؟
صدقاً كانت نسبة الأوكسيجين على الشاشة أمامي ترتفع كلما قرأت لي رابعة تغريدة أو مقالة أو كلمة طيبة كتبها أحدهم، أو أبلغتني بأن فلانة أو فلاناً قد اتصل مطمئنًا. تلك المحبة العارمة الغالية التي غمرني بها الأصدقاء والمحبون من كل أنحاء العالم ومن مختلف البلدان والمواقع عجّلت في شفائي، ومنحتني القوة على مواجهة الفيروس القاتل. لا شك عندي في أن الله قد استجاب لتلك الدعوات والصلوات والنذور والشموع التي أضاءها مَن أعرفهم ومَن لا أعرفهم، لقد طوق المحبون عنقي بجميل لن أنساه ما حييت.

كيف بت تنظر الى الحياة بعدما قطعت بطاقة جديدة لها؟
الحياة جميلة يا صاحبي كما قال يوماً الشاعر الكبير ناظم حكمت. لكن لاشيء فيها يستحق العناء غير الحب. الحب هو الزاد والذخيرة المباركة. لقد غيرت هذه التجربة فيَّ الكثير، لكنها زادتني حباً للحياة وللإنسان في كل مكان. وحده الحب ينقذ العالم.

فيما العالم يعاني من أزمة صحية فلسطين المحتلة تقاوم... كيف تصف المشهد وماذا تقول في هذا الاطار؟
فلسطين مصابة بفيروس خبيث اسمه الاحتلال الاسرائيلي ولا شفاء لها ولنا إلا بزوال هذا الاحتلال الذي يكشف عن وجهه القبيح كلما شنّ عدواناً جديداً وأمعن في قتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ فيما يعجز عن مواجهة المقاومة الباسلة التي تلقنه درساً تلو الآخر بعزيمتها القوية وإرادتها الصلبة. ولا بد هنا من تحية لأرواح الشهداء ولأوجاع الجرحى ولبطولات المقاومين البواسل في فلسطين ولبنان وفي كل بقعة تقاوم الاحتلال والاضطهاد والعسف والجور، وأردد ما قلته في إحدى قصائدي التي غنتها الفنانة الصديقة جاهدة وهبة:
غداً
لن يبقى من الجدار سوى أثر الجدار
لن يبقى من الحصار سوى حكايات الحصار
لن يبقى من النار سوى بقايا النار
غداً
تتهاوى غربان الفولاذ
تصير مصفحاتهم خردة
وعلى نجمة الضغينة
يدوسُ طفلٌ من فلسطين.


هل احتمال فتح جبهة جنوب لبنان موجود؟
طالما الاحتلال الاسرائيلي جاثم على أرض فلسطين احتمال فتح جبهة الجنوب وارد بسبب الطبيعة العدوانية للكيان الغاصب ومطامعه في أرضنا ومياهنا ونفطنا. لكن ما يثلج الصدر ويبعث على الطمأنينة أن لدينا مقاومة شديدة البأس والذكاء بقيادة حكيمة عاقلة تجيد قراءة الظرف والاحتمالات، وجيشاً ذا عقيدة وطنية لم يبخل يوماً بالتضحيات في سبيل الوطن والأرض.