<
17 May 2021
هل تخلط حرب غزّة الأوراق الحكومية؟

الديار : ان طي صفحة اعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري، سوف يؤدي إلى تحريك الملف الحكومي، ولكن من دون أن تكون النتائج مضمونة لجهة النجاح في تخطّي وخرق ورقة الشروط التي تُرفَع في كل مرة يجري فيها الحديث عن مسوّدة حكومية، وعن احتمال حصول تواصل بين قصر بعبدا وبيت الوسط. وبغض النظر عن تقاذف كرة المسؤولية عن تأخير التأليف ما بين الرئيسين عون والحريري، فإن بري، ووفق مصادر وزارية سابقة، يستعدّ للتحرّك، لا سيما في ظل الخطر المتسارع من لحظة الانفجار الكبير من جهة، وتحسّباً للتطوّرات المستجدّة في المنطقة من جهة أخرى، وذلك، نظراً للمخاوف التي تمّ تسجيلها على مستوى احتمال امتداد كرة النار من قطاع غزّة إلى جنوب لبنان.

 

وبالتالي، فإن المقاربة الداخلية والعنوان الحكومي، قد اختلفت بنتيجة الواقع المستجدّ، وذلك، انطلاقاً من وجود خشية مشتركة لدى كل الأطراف من المرحلة المقبلة، وذلك إذا ما بقي لبنان من دون حكومة قادرة على تحمّل المسؤولية كاملة على كل المستويات. ومن هنا، تتوقّع المصادر ذاتها، تراجع الشروط التي كانت موضوعة سابقاً، بعدما تكوّنت قناعة لدى الأكثرية النيابية بأن المرحلة الراهنة تتطلّب حكومة تتولى إدارة الانهيار الذي بدأ نظرياً، في ضوء بداية رفع الدعم غير المعلن عن السلع الأساسية والحيوية، والذي سيكون عنوان التحرّكات الاحتجاجية في الشارع في الأسبوع الجاري.

 

ونقلت المصادر نفسها، عن موفدين غربيين زاروا بيروت خلال الأسبوعين الماضيين، بأن لبنان يكاد يكون متروكاً لمصيره في ظل الصراع الإقليمي، وتحديداً الحرب الجارية ما بين العدو الإسرائيلي والفلسطينيين، والمفتوحة على تداعيات خطرة، مشدّدين على ضرورة أن ينأى لبنان بنفسه عن أي توتّر، والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك، هو من خلال التحرّك السريع من قبل كل القادة السياسيين وعلى اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم لمنع انهيار لبنان أولاً، والحؤول دون ضياعه في غياهب العاصفة الإقليمية الحاصلة ثانياً.

الديار