<
04 May 2021
العونيّون والثّقافة السّياسيّة (بقلم جومانا ناهض)

بقلم جومانا ناهض -


تطالعنا في الفترة الأخيرة منصّة جديدة للّقاءات الجماعيّة معروفة بإسم " كلوب هاوس" مقسّمة إلى غرف تناقش مواضيع مختلفة ومتشعّبة في السّياسة، الفنّ، الرّياضة وأخرى في المجتمع والدّين.


واللّبناني، كما دائمًا، مندفع إلى كلّ ما هو جديد وكيف إن كانت السّياسة محوره.


تُخلق المواضيع على هذه المنصّة تحت عناوين متعدّدة منها ما هو واضح كالشّمس والحوار في الغرفة المخصّصة له راقٍ وهادئ. منها ما هو مستفزّ لفئة من دون الأخرى والحوار فيها على وتيرة عالية من الحدّيّة، والأخرى عناوين تافهة لا تُقدّم جديدًا وجمهورها لا يتعدّى أصابع اليدين.


خلال تنقّلك في تلك الغرف تتفاجأ بمستويات متباينة في الثّقافة السّياسيّة منها ما هو على قدر من الاحترافيّة ومنها ما يتّصف برمي التّهم ونقد الآخر. لكن من يأسر سمعك هم العونيّون المندفعون المتحاورون والفاعلون في كلّ الغرف والمواضيع. العونيّون المُتّهمون بعدم قدرتهم على الحوار أو حتّى بنقص في معلوماتهم وأحيانًا بسخافة حواراتهم وعدم اضطلاعهم على ما يقولونه. جورج سعود، المغترب في أميركا يمثّل هؤلاء الشّباب الّذين يواجهون عواصف الجهلة والمدّعين والقامعين كما العالِمين والمنفتحين. مُعجب بفكر العماد عون وبنهجه وبإدارة جبران باسيل للسّياسة إلى درجة التّأثّر بشراسته في الحوار. إن تابعته في نقاشاته لشعرت بالنّبض العونيّ القائم على مناقشة الآخر بوعيٍ من خلال أدلّة وبراهين، نقاش بدون قمعٍ لأي رأي مخالف مهما كانت درجة الخلاف. هو، ككلّ العونيّين يتمتّع بثقافة سياسيّة عالية تسمح له بمقاربة المواضيع على مستويات عالية مع قدرة واسعة على الإقناع، فأن تكون عونيًّا يعني أنّك نشأت في مدرسة العماد عون الّتي تدعو إلى احترام الآخر والاستقامة والدّفاع عن الحقّ. حواره شيّق، معلوماته واسعة ودقيقة، متابعاته للسّياسة يوميّة، يُعطي فسحة للكلام ولا يُقصي أحدًا إلاّ من ادّعى ما ليس عليه ومن دار حواره بقلّة أخلاق وادّعى المظلوميّة كما من سوّق لإشاعات غير مبنيّة على وقائع. عندما تستمع إليه يُقارع صحافيين وسياسيّين تعتقده صحافيًّا مُتمرّسًا.


العونيّون مثقّفون، العونيّون أفضل المحاورين، العونيّون حالة سياسيّة بشباب متحمّس ومناضل وحرّ. الشّباب العونيّون حالة يُفتخر بها.