<
27 January 2021
بو صعب لـ "ضروري نحكي": لو استكمل وزير التربية الخطة التي بدأناها ما كنا لنعيش "كل هالبهدلة" في التعلم عن بعد

بو صعب: لو استكمل وزير التربية الخطة التي بدأناها ما كنا لنعيش "كل هالبهدلة" في التعلم عن بعد
بو صعب: من يفكر اليوم بامتحانات رسمية هو يفكر بجريمة
بو صعب: خلال أيام يفتح المستشفى العسكري قسماً له داخل مستشفى اللبناني الكندي
بو صعب: أحن لأيام البلدية ولا قرار لديّ للترشح لدورة نيابية مقبلة
بو صعب: علاقتي مع الوزير باسيل تحكمها الشفافة المطلقة

د. شادي صراف: 90 إلى 95% من مرضى كورونا تكون لديهم عوارض طفيفة
د. شادي صراف: 20 إلى 40% من مرضى كورونا في العناية الفائقة عرضة للجلطات

د. إيلي سعادة: الرجال يتلقّون عوارض كورونا بشكل أقوى من النساء
د. إيلي سعادة: الكمامة ضرورية حتى بعد تلقي اللقاح


عن الفرق بين الخطط التي تبقى حبراً على ورق والخطط التي يتم تنفيذها وانعكاسات ذلك على صحة اللبنانيين، عن نموذج مواجهة كورونا في جرود المتن، مصير التعلم عن بعد، محاربة الفساد، والأزمة المالية الخانقة والعديد من المواضيع الملحّة تحدثت الإعلامية داليا داغر في حلقة هذا الأسبوع من "ضروري نحكي" مع ضيفها النائب الياس بو صعب. وكان في الحلقة مداخلات مع الدكتور شادي صراف والدكتور إيلي سعادة من الجمعية الطبية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية، للإضاءة على آخر المستجدات المتعلقة بلقاح كورونا.

مقدمة ضروري نحكي
استهلت داغر برنامجها بالقول: "كأننا نعيش اليوم نفسه في الـ 365 يوماً. غزا التكرار حياتنا بكلّ تفاصيلها. تتكرر مقدّمات النشرات وأخبارها والسجالات والأعذار. تتكرر النصائح الطبية والنقاشات. وتتكرر صرخات الاستنجاد. ويتكرر ذلك الشعور الرهيب بالعجز عن فعل المزيد".
وأضافت: "وباء، فوق انفجار، فوق انهيار اقتصادي، فوق قلة حياء التجار والمهربين، فوق أزمة سيولة مصرفية تحول دون "سيسرة" أمور من ما زال قادراً على إكمال الطريق. كل ذلك فيما الرئيس المكلف تشكيل الحكومة يواصل الحرد ويتمسك بالنكايات السياسية لعدم التشكيل وكأن ما من شيء من هذا كله يعنيه أو يهمه".


وختمت داغر: "لكننا ابتلينا، ليس فقط برئيس حكومة مكلف لا يريد إعلان المعايير التي على أساسها يشكل حكومته، إنما ابتلينا أيضًا بمجموعة كبيرة من الحاقدين الذين لا يبالون بانهيار كل شيء. وهكذا بات الانقسام اليوم واضحاً بين من يريدون تدمير كل شيء ومن يريدون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الوطن".

النائب الياس بو صعب
بدأ النائب الياس بوصعب من تجربته في وزارة التربية وأكد أن هناك فرق بين وضع الخطط (مهما كانت هذه الخطط ناجحة) وبين التنفيذ "وهذا ما تعلمته قبل أن أبدأ العمل في الشأن العام اللبناني، تعلمته في الإمارات التي أثبتت أن آلية التنفيذ هي سر النجاح". فالتنفيذ في لبنان كان دائماً ما يصطدم بالعائق المالي "وهذا ما واجهته في وزارة التربية وحاولت تخطّيه عبر التخطيط والحصول على تمويل من البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار ( 100 هبة و100 قرض ) بسبب تحمل لبنان عبء النزوح".
وأضاف: " لكن خطة تطوير المناهج لم تُستكمل في الحكومة الحالية، لأن الوزير الحالي قرر ألا يسمع لأحد في المركز التربوي، ولو استكملها لكان لدينا اليوم مناهج تفاعلية وما كنا لنعيش كل هذه الفوضى التي نعيشها اليوم خلال التعلم عن بعد".
وأكد بو صعب أن رواتب الأساتذة المتعاقدين هي ضمن الموازنة وهم يقومون بواجبهم من منازلهم ورواتبهم حق لهم "ولو كنت أنا على رأس وزارة التربية لفعلت ذلك، ومن يفكر اليوم بامتحانات رسمية هو يفكر بجريمة لأن الطلاب لم يتعلموا جميعهم بنفس المستوى، وذلك بسبب تفاوت القدرات، وهناك تلاميذ لم يدرسوا شيئاً من المناهج حتى اللحظة فكيف نمتحنهم؟ فلا بدّ من مخرج لتقييم فعلي عبر لامركزية قرار تُمنح لمدراء المدارس وسأقترح ذلك على لجنة التربية النيابية لتوجيه وزارة التربية".


وعن تجربته في مواجهة كورونا في المتن، لفت النائب بو صعب إلى أن اللجنة المولجة الاهتمام بأزمة كورونا في لبنان أثبتت فشلها في التخطيط لتخطي الأزمة "وبعد إصابة ابني سامر في لندن وحظر السفر أيقنت أن لبنان مقبل على أزمة مماثلة ومن هنا كانت فكرة تجهيز مستشفى اللبناني الكندي المغلق منذ سنوات".


"جهزنا المستشفى اللبناني الكندي وكانت المرحلة الأولى عبارة عن استقبال بعض المرضى للحجر، والمرحلة الثانية كانت بتأمين أجهزة الأكسجين، وبعد انفجار 4 آب بدأنا التعاون مع مستشفى الروم، وتم افتتاح 18 سرير عناية فائقة في اللبناني الكندي بإدارة مستشفى الروم، وفي المرحلة الماضية وصلنا لمرحلة تجهيز فريق طبي متنقل يقوم بمهمة فحص المرضى في البيوت، وتقييم وضعهم الصحي وما إن كانوا يحتاجون لأكسجين في منازلهم أو يحتاجون لنقلهم إلى مركز (بيتنا) الذي يستقبل المرضى في مرحلة ما قبل العناية الفائقة".


وأضاف بو صعب في حديثه لضروري نحكي: "وتم تخصيص قسم في المستشفى اللبناني الكندي لمرضى كورونا في الجيش اللبناني وخلال أيام يفتح المستشفى العسكري قسماً له داخل المستشفى، وأبلغوني اليوم في مستشفى الأرز أنه تم تفريغ طابق كامل يمكن تجهيزه لمرضى كورونا، وندرس اليوم حاجات هذا الطابق لنبدأ بتجهيزه واستقبال المرضى ". لافتاً إلى أن 401 مريضاً دخلوا إلى المستشفى اللبناني الكندي حتى الآن 85 منهم كانوا مرضى عناية فائقة وهم من كافة مناطق لبنان "ولم أدخل في موضوع اللقاح لكن سنكون مستعدين لشرائه فور توفره لمن يحتاجه".


وفي السياسة والوضع اللبناني المأزوم أكد بو صعب أن الثقة لتاريخ اللحظة غير موجودة في لبنان ولا نرى شيئاً إيجابياً في الأفق لا بالموضوع الحكومي ولا بموضوع المصارف "عدت من الإمارات قبل 3 أسابيع، والتقيت بمسؤولين كبار، أبدوا حرصهم الكبير على لبنان لكن كانوا على حق عندما قالوا (إذا لم تساعدوا أنفسكم فلا أحد يستطيع أن يساعدكم) فلبنان بحاجة لحكومة اليوم قبل غداً".
وعن تجربته النيابية قال بو صعب: "أحن لأيام البلدية واليوم لا قرار لديّ للترشح لدورة نيابية مقبلة، وذلك يحدده الجو العام وما إن كان هناك مسؤولية جديدة عليي أن أتولاها أم لا، ولم أكن يوماً طامحاً لأي منصب".
وختم: "أفكاري وعلاقاتي أمور شخصية وعلاقتي مع الوزير جبران باسيل تحكمها الشفافة المطلقة وهو في جوّ كل ما أقوم به من تواصل أو مبادرات أو غيرها".



الجمعية الطبية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية
وفي نقاشٍ طبي استضافت داغر الدكتور شادي صراف والدكتور إيلي سعادة من الجمعية الطبية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية عبر سكايب، وأكد صراف أن "90 إلى 95 % من مرضى كورونا تكون لديهم عوارض طفيفة، ولذلك يجب مراقبة النفس، وفي حال ضيق النفس ونقص نسبة الأكسجين يستدعي ذلك دخول الطوارئ"، وفي مرحلة معينة يصل بعض مرضى كورونا للتوقف عن التجاوب مع العلاج من دون تدهور في حالتهم، ويحتاجون عندها فقط للأكسجين "وهنا يمكن أن يذهب المريض إلى منزله والاستمرار بتلقّي الأكسجين عبر الأجهزة اللازمة، علماً أن 20 إلى 40 % من مرضى كورونا في العناية الفائقة هم عرضة للتعرّض لجلطات".
ورأى صراف أن أهم عمليات الدعم التي يمكن تقديمها للطاقم الطبي في لبنان هو عبر الدعم الشعبي لجهود هؤلاء، عبر الالتزام بالإجراءات اللازمة وتخفيف العبء على الطاقم الطبي الذي يواجه كورونا في ظل أصعب الظروف "وندرس مع عدد من المغتربين كيفية دعم القطاع الطبي في لبنان في تخطي هذه الأزمة عبر تأمين أسرّة وأجهزة تنفس" ولفت إلى أنه تلقى لقاح كورونا وعوارضه مقبولة جداً "فأكبر لقاح لا تستمر عوارضه لأكثر من 60 يوماً".
وبدوره الدكتور إيلي سعادة أكد أنه بعد وصول مرضى كورونا لمرحلة التهابات الرئة يصبح التخوف أكبر من حصول جلطات في القلب والرأس أو أماكن أخرى، وهناك دراسات تقول أن هناك فئات دم أقل تأثراً بكورونا من غيرها، وهناك عدة عوامل بحسب الدراسات تقول أن الرجال يتلقّون عوارض كورونا بشكل أقوى، وأهم العوامل لذلك هي أن الرجال يدخنون أكثر من النساء، ولديهم مشاكل صحية أكثر من النساء تفاقم أعراض كورونا مثل الضغط والسكري وغيرها، وتقول الدراسات أيضاً أن هناك فرق بأنواع المضادات في الدم بين الرجل والمرأة تحدد ردّ الجسم على الفيروس بطريقة مختلفة.
وختم سعادة: "في حال أخذ الناس اللقاح ضد كورونا نتفاءل بأن تكون أعياد الميلاد ورأس السنة هذا العام أفضل من العام الماضي، والكمامة ضرورية حتى بعد تلقي اللقاح لأنه لا يحمينا 100 %، وأشجع الجميع على تلقيه لتسريع معافاة العالم من هذا الفيروس".