<
15 September 2020
قطاع الشباب في التيار الوطني الحر: ضيوف آخر الليل لا يعرفون حرمة ولا حشمة

صدر عن قطاع الشباب في التيار الوطني الحر البيان التالي:


لماذا وبعد فترةٍ طويلة من الشتيمة والتخوين وتحوير مسار ثورة محقّة إلى "ثورة على التيار"، تنتقلون من معركة اعتبرناها سياسية تداركاً منا للفتنة، إلى معركة اقتحام البيوت والأعراض والاستفزاز المباشر، مستترين بعباءة الليل إما خجلاً أو استفراداً ببضعة عناصر من الحرس او الاثنان معاً؟

لماذا اردتم ان يكون لهذا التاريخ الأليم ذكرى سوداء أخرى؟ أهكذا نحيي ذكرى استشهاد رئيس جمهورية لبنان؟ أم هكذا ارتأيتم ان تحيوا عيد ارتفاع الصليب؟ ألستم انتم من حمل شعار الصليب ولو شطبتم جزءاً منه تماماً كما تريدون شطب الآخرين وتستّرتم خلف شعار مقدّس لارتكاب المعاصي؟ على من أردتم الإنتصار بالأمس وبأي طريقة؟

هل تعتقدون ان ذهنيّة الإلغاء والعقلية الميليشياوية التي تميزتم بها في زمن الحرب قد تنجح الآن في زمن السلم؟ ألم تبؤ محاولتكم بالفشل عندما اعدتم رسم المعابر والحواجز فنبذتكم مجموعات الثورة التي ركبتم موجتها واستغليتوها فقضيتم على الجيّد منها؟

للأسف ما حصل البارحة هو اعتداء منظّم ومبرمج من قبل قيادة قوات سمير جعجع على المقر المركزي للتيار الوطني الحر، غير ان انضباط شبابنا وحكمة الجيش والقوى الأمنية ومهنية بعض الإعلاميين أحبطت هذا المخطط وأخمدت نار فتنة، لبناننا الجريح في غنى عنها.

كم من مرة بعد ستحاولون؟ فالشعب بات على يقين بأن لا ملاذ له الا كنف الدولة وان زمن الميليشيلت ولّى الى غير رجعة.

أولم نشرب سوياً بالامس القريب نخب اعادة بناء تلك الدولة حين ظننا أنكم فعلاً اصبحتم أبناء دولة لا ميليشيا ؟

لعل العالم يشهد ويتذكر اتفاق معراب, لكن نحن وانتم أيضاً نتذكر الاجتماع الذي سبقه في "بيت عنيا" تحت أعين سيّدة لبنان "حريصا".
نتذكر أيضاً الصلاة أمام تمثالها وتعهدنا بطيّ صفحات الماضي ومحاولة بناء مستقبلٍ يشبه على الأقل بارقة الأمل والطموح المرتسمة آنذاك في أعيننا.
أهذا هو المستقبل الذي كنتم تحلمون به؟

ان قطاع الشباب في التيار الوطني الحر يتقدم بالاعتذار من مناصريه اولاً و من كافة اللبنانيين ثانيا للمشهد الميلشيوي الذي ظهر بالأمس أمام عتبة منزله، فهذا البيت لا طالما كان داعياً للمحبة والتآلف وهو موجود بين الناس ويستقبلهم طيلة النهار من دون أي عوائق، الا أن ضيوف آخر الليل لا يعرفون حرمة ولا حشمة، فذكريات الماضي الأليم التي جهدنا كي لا نستعيدها والفكر الميليشيوي الذي نفتخر اننا لم ننبثق منه، حاول ان يطرق ابوابنا بالأمس محاولاً ان يستعيد "امجاد" ماضٍ مضى... الّا اننا لن ندعه يعود!