<
08 August 2020
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 7/8/2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان لم ينهض بعد من الكارثة والظن بالوقت الكبير في محله، والألم يعصر قلوب اللبنانيين وخصوصا أهالي الشهداء والمفقودين والجرحى وعائلات البيوت والمحال المتضررة، فيما القوافل الجوية للمساعدات الاستشفائية والغذائية متواصلة، أما الدعم المالي فهو رهن ما طالب به الرئيس الفرنسي من التصويب في النظام وإتمام الاصلاحات ومكافحة الفساد.

وغدا يزور بيروت الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس الاتحاد الاوروبي ونائب الرئيس التركي، بينما التقارير الديبلوماسية ناشطة في مجال التدقيق في التحقيقات اللبنانية والأنظار المتجهة الى نيويورك والبحث في مجلس الأمن يوم الاثنين في عمل دولي قضائي وسياسي وحتى أمني في بيروت.

وبينما اعتبر الأمين العام ل"حزب الله" أن الحزب تعرض لحملة ظالمة، ودعا للافادة من الدعم الدولي للبنان، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على حقيقة الغضب الشعبي، وشدد على إعادة إعمار بيروت عن طريق كل دولة قادرة تتولى جزءا من إعمار منطقة.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

فصول حزينة من المآسي الإنسانية تتكشف بين لحظة ولحظة، من بين ركام الكارثة الوطنية التي ضربت مرفأ بيروت وتوزعت شظاياها باتجاه أربع رياح الوطن.

الأمم المتحدة وصفت المشهد بالمأساوي، وأشارت إلى وضع صحي خطر لأكثر من مئة ألف طفل تضررت منازلهم أو نزحوا نتيجة الانفجار.

التحقيقات الأمنية تسير بوتيرة متسارعة، القضاء اللبناني منع بعض المسؤولين في مرفأ بيروت والجمارك وعددا من الموظفين المعنيين من السفر. وكذلك عملت هيئة التحقيق المصرفية العليا على تجميد حساباتهم.

الرئيس ميشال عون أطلق عددا من المواقف، معلنا ان ما حدث ربما يكون ناتجا عن إهمال وربما عن تدخل خارجي، ولذلك طلب صورا جوية من عدة دول. "لا كبير ولا زغير ما بينطال"، أكد رئيس الجمهورية، ثم أضاف أن أبواب المحاكم مفتوحة للمحاسبة ولا غطاء لأحد.

عون اعتبر أن حادث المرفأ فك الحصار عن لبنان، مشددا على بدء إعادة الاعمار بأسرع وقت. رئيس الجمهورية قال اننا لن ندعو الى حكومة وحدة وطنية، وان البديل منها هو تفعيل عمل الحكومة الحالية. وبحسب الرئيس عون أيضا، فإننا لسنا باتجاه تدويل الأزمة.

من جانبه تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تداعيات الإنفجار في المرفأ وكيفية مواجهة إنعكاساته الكارثية، وتبلغ من سفير مصر وجود قرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتضامن الكامل مع لبنان.

أما الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله فطالب بتحقيق كامل وعادل ونزيه في الإنفجار، وإنزال أشد العقاب بحق المسؤول عنه، مؤكدا أنه لا تنبغي حماية أو تغطية أحد وأنه لا يجوز المحاسبة على أساس 6 و6 مكرر. السيد نصرالله لفت إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، قائلا إننا ننظر بإيجابية لكل زيارة ومساعدة إذا كانت تهدف إلى لم الشمل والحوار.

على أي حال فإن زيارة الرئيس الفرنسي ظلت محور الاهتمامات اللبنانية، ولاسيما ان الرجل عائد إلى بيروت بعد أقل من شهر للمشاركة بإحياء ذكرى إعلان لبنان الكبير.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لأنه توأم الأمل الذي يولد من رحم المأساة، والواصل لخطوط الوطن رغم كل صناع الأحقاد، كان كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بلسما لجراح الوطن النازف، بشهدائه وجرحاه ومفقوديه، بل بكل كيانه وبنيه.

فقبل ان يقدم كل استعداد لايواء النازحين، آوى الأرواح التائهة، ومع حديثه عن إعادة البناء، وضع كامل إمكانات "حزب الله" في تصرف الدولة ومؤسساتها، ثبت بنيان الثقة في نفوس اللبنانيين، وفيما كان يترفع عن الصغائر السياسية، وصغار الحاقدين، أعاد رفع البلد إلى مرتبة وطن.

ولأن الشعوب الحية تترفع عن خلافاتها عند النكبات، ورغم أننا منكوبون كلبنانيين ببعض النماذج السياسية والإعلامية، رفض سماحة السيد السجال مع بعض الظالمين الكذابين المزورين للحقائق والدافعين إلى الحرب الأهلية، المصرين على اختلاق أي صلة ل"حزب الله" بتفجير مرفأ بيروت، مؤكدا أنهم لن يصلوا إلى نتيجة، وأن المقاومة بصدقها وقوتها وموقعها الوطني والإقليمي، أعظم من أن ينالها هؤلاء.

السيد الذي نظر بإيجابية إلى كل مساعدة خارجية وزيارة إلى لبنان، إذا كانت في إطار الدعوة إلى لم الشمل والتعاون بين الفرقاء، نظر بإكبار إلى تضامن الشعب اللبناني في ما بينه، بحس أخلاقي وإنساني.

فما جرى فاجعة لا يمكن ان تنسى، أو أن يسمح بالتغافل عنها، أكد سماحته، ويجب أن تعرف الحقيقة ويحاكم من هو مسؤول عنها من بدون أي حمايات، وغير ذلك فإننا سنكون في أزمة نظام، بل أزمة كيان.

وعلى طريق الحقيقة التي يجب أن تكون قريبة، قدم السيد مقترحا بأن يكون التحقيق بعهدة الجيش اللبناني، الذي يدعي الجميع الثقة به، لا سيما أولئك الذين يجاهرون بعدم الثقة بالدولة او القضاء.

وحتى تحدد التحقيقات كامل الأسباب والملابسات والمتورطين، فاسدين أو مقصرين، دعا الأمين العام ل"حزب الله" الجميع إلى التكاتف والتعاضد على طريق إعادة البناء.

وعلى طريق العدالة، أصر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وضع قطار التحقيقات، مؤكدا ألا حماية فوق رأس أحد أيا كان، مع أمل بإعادة بيروت أجمل مما كانت، والبلاد أفضل مع كسر الحصار.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الرد على الشتائم لا يكون إلا بالشتائم، ونحن لسنا بشتامين.

عندما حاربنا من أجل التحرير، شتمونا، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل واصلنا القتال، بالعسكر أولا، وعلى الأرض ثانيا، وفي المحافل الدولية ثالثا، وفي المحصلة، تحقق الهدف.

عندما نادينا بالميثاق والتوازن والشراكة والمناصفة، شتمونا ولا يزالون، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل ثابرنا على النضال السياسي، وفي النتيجة، تحقق الهدف.

عندما قلنا بالتفاهم بين اللبنانيين، شتمونا ولا يزالون، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل تمسكنا بوحدة لبنان، وفي النهاية، تحقق الهدف.

في موضوع اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري، شتمونا، ولا يزالون، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل نستمر في العمل، وصولا إلى تحقيق الهدف.

أما في ملف الإصلاح، فلما رفعنا شعاره عام 2005، استخفوا، ولما شددنا على أن الإبراء مستحيل، رسموا الخطوط الحمر، وحين فضحنا الصفقات العابرة للمذاهب والطوائف، معظم أحزاب المذاهب والطوائف ووجوهها شتمتنا، فلم نرد بالشتائم، لأننا لسنا بشتامين، بل أكدنا تمسكنا بالهدف، وإصرارنا على تحقيقه،…وحين لوحنا بقلب الطاولة لأن الوضع لم يعد يحتمل، وأبلغنا جميع الأفرقاء، وحددنا موعد التحرك، قلبوا البلاد علينا، ولا يزالون يحاولون من يومها، تحميلنا جرائمهم، ومحاكمتنا على شنائعهم، ومعاقبتنا على خطاياهم المميتة في حق الوطن والشعب.

كل ما يشكو اللبنانيون منه اليوم، فضحناه من سنين. ومعظم أسباب الكوارث الحالية، اقتصاديا وماليا واجتماعيا ومعيشيا، وصولا إلى انفجار المرفأ، حذرنا منه، واتخذنا ما تسمح به صلاحياتنا من إجراءات، وكم من مؤتمر صحافي وتصريح وإطلالة إعلامية وعبر مواقع التواصل، خصصناها لكشف مستور التعطيل: في الكهرباء، والمياه، والسدود، والنفط، والفيول المغشوش، والتوظيفات العشوائية، والمطار، والمرفأ وسائر المؤسسات والإدارات والعناوين، التي تتطلب اليوم عمليات جراحية إصلاحية أكثر من خطرة، ولا من يجرؤ على ملاقاتنا ولو في ربع الطريق.

كل ما يشكو منه اللبنانيون اليوم فضحناه أمس. ويأتيك من لا يعرف تاريخا، ولم يقرأ ماضيا قريبا ولا بعيدا، ومن يجهل جميع الحقائق أو يجهلها، ليتهمنا بأننا مجرمون.

المجرم أيها الناس، هو من قتلكم في الحرب، ويزعم الحرص على حياتكم اليوم. المجرم هو من تعامل مع الاحتلال وخضع للوصاية، ويدعي اليوم الحرص على سيادة الوطن. المجرم هو من كان ركنا أو ملحقا في التحاف الرباعي مع "حزب الله" عام 2005، ولا يزال يهاجم تفاهم مار مخايل منذ سنة 2006.
المجرم هو من غطى الفاسدين وتحالف معهم واستفاد منهم ولو على حساب استقلال لبنان بداية، وعلى حساب الميثاق الوطني لاحقا، ويذرف اليوم دموع التماسيح على لبنان الذي يغرق بالدم بعد العتمة، بفعل الفساد.

خلص. لحد هون وبس. بيكفي. التطاول على الأوادم بعد اليوم ممنوع. لكن الرد على الشتامين، من سياسيين وإعلاميين وكتبة على مواقع التواصل، فضلا عن سائر الوجوه، وما أكثرها، لن يكون بالشتائم، فنحن لم نكن يوما، ولسنا اليوم، ولن نكون ابدا، من الشتامين.

أما ردنا على الشتيمة، مهما كان مصدرها أو درجتها أو من تستهدف، فلن يكون إلا بالصمود والمثابرة حتى النهاية لتحقيق الهدف. فنحن أقوياء. بضميرنا الحر أقوياء. وبنظافتنا أقوياء. وليس على عهد ميشال عون، رمز الحرية والكرامة والنظافة، سيسقط لبنان، بل كلنا إيمان أنه سينهض من بين الركام والأشلاء، ومن أجل جميع الشهداء والمصابين اليوم، وعلى مر التاريخ، وطنا أفضل مما كان.

******************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه اليوم الثالث بعد النكبة التي حلت بلبنان. وكلما مر يوم كلما ازداد اليقين بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية. فمع مثل هذه السلطة لا شيء يؤكد ان التحقيقات ستكون جدية. والدليل انه وقبل يومين من انتهاء المهلة التي حددتها السلطة لنفسها لاعلان نتائج التحقيقات، المصداقية لا تزال مفقودة. المسؤولون يكررون اللازمة نفسها، وفحواها انهم يلاحقون الحقيقة وانها حكما ستظهر. وهو الموقف الذي كرره السيد ميشال عون في دردشة مع الصحافيين في قصر بعبدا. لكن اللافت ان السيد عون لم يكرر الالتزام بمهلة لاعلان الحقيقة. فهل يعني هذا ان المدة صارت مفتوحة بعدما كانت محصورة ومحددة؟.

والاهم ان تركيبة لجنة التحقيقات لا توحي الثقة. ففي نكبة مرفأ بيروت السلطة هي المجرمة. هي التي قتلت الناس وشردتهم. هي التي الحقت اكبر الاضرار بالعاصمة، بل هي التي استقدمت الزلزال الى قلب لبنان. مع ذلك تريد السلطة المتهمة والجانية، ان تكون المحقق والقاضي! فهل يجوز ذلك؟. ان المسؤولين السياسيين والامنيين عن المرفأ نصبوا انفسهم اعضاء في لجنة التحقيق. ففي هذه الحال: من يحقق مع من؟ ومن يحاسب من؟. وكيف تريدوننا ان نصدق ان التحقيق سيكون شفافا وان العدالة ستتحقق؟.

بصراحة: اذا لم تتشكل لجنة تحقيق دولية فعلى الحقيقة السلام. وتكون دماء الشهداء قد ذهبت هدرا، تماما كما يتقن اهل السلطة ورموز الفساد والافساد هدر كل شيء في لبنان.

وتفجيرالمرفأ شكل الموضوع الوحيد للكلمة المتلفزة التي ألقاها السيد حسن نصرالله. لقد شدد الأمين العام ل"حزب الله" على ان لا شيء للحزب في المرفأ، ونحن نصدقه تماما، علما ان اتهام اي جهة لا يجوز حتى ثبوت العكس. لكن بمعزل عن ذلك، فإن نصرالله هاجم الاعلام ، عندما اعتبر ان ثمة وسائل اعلامية تتحدث عن "حزب الله" في موضوع المرفأ وعلى طريقة اكذب اكذب حتى يصدقك الناس. لقد كنا نتمنى على نصرالله ان يسمي المحطات التي يعنيها. فالتحديد ضروري عندما تكون هناك اتهامات مباشرة. فمثل هذه الاتهامات الخطرة والدقيقة لا يجوز ان تلقى جزافا وبالمطلق.

على اي حال، ومع اننا لا نعتبر انفسنا معنيين باتهامات نصرالله، فاننا نعتبر انفسنا معنيين بالرد على اتهامات تطال الاعلام. فغير صحيح ان وسائل اعلام اتهمت "حزب الله". بل هي طرحت ثابتة وثلاث فرضيات في ما يتعلق بنكبة المرفأ. الثابتة هي الاهمال، والفرضيات الثلاث هي: اهمال المسؤولين، أو عمل تخريبي محلي، أو هجوم اسرائيلي مع احتمال ان يكون ل"حزب الله" علاقة بما في المرفأ. فلماذا يريد السيد نصرالله من الاعلام ان يلغي الفرضية الثالثة؟، هل التفكير اصبح جريمة في لبنان؟، وهل على وسائل الاعلام ان تتوقف عن طرح الفرضيات والاحتمالات؟.

لا يا سيد. ان وسائل الاعلام اللبنانية ليس لها تاريخ في الكذب والتزوير وقلب الحقائق كما قلت، بل لديها تاريخ في السعي وراء الحقيقة واعلانها وكشفها للرأي العام. انها مرآة الحقيقة في وجه كذب المسؤولين. هكذا كانت وهكذا ستبقى. وقد جاءت دول و اندثرت دول، وجاءت قوى وذهبت قوى وبقي الاعلام القوة الوحيدة التي لا تقهر، لأنه ابن الحقيقة، والحقيقة وحدها تبني وتحرر.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من الثلثاء الفائت، السادسة مساء، إلى الآن، أربع وسبعون ساعة على زلزال العنبر 12 في مرفأ بيروت، والحصيلة حتى الآن: أكثر من مئة وخمسين شهيدا، عشرات المفقودين، آلاف الجرحى، تضرر أكثر من خمسين ألف وحدة سكنية وتجارية، أكثر من ثلاثمئة ألف لبناني في العراء حيث لا منزل ولا سقف. والناس يسألون: ماذا حصل؟ هل هو انفجار؟، هل هو تفجير؟، لماذا حصل ما حصل؟، من هم المسؤولون؟، بعد الذي حصل، ما هي الاجراءات؟.

لا أحد حتى الآن أجاب عن سؤال واحد: لا عن سؤال: ماذا حصل؟، ولا عن سؤال: لماذا حصل؟، ولا عن سؤال: ما هي الإجراءات؟.

معقول؟، إلى هذا الحد السلطة في عجز وغيبوبة؟، أإلى هذا الحد السلطة في ضياع؟، إلى هذا الحد مسموح الغرق في التفاصيل؟.

معقول؟، أربع وسبعون ساعة، والسلطة مازالت في المربع الأول: تعالوا نعدد سخافاتها: هذا بلغ وشالا عن ضهرو"، ذاك تبلغ فبلغ ثالثا "وشالا عن ضهرو". الثالث تبلغ وبلغ و"شالا عن ضهرو". ستة أعوام وهذه القنبلة غير الموقوتة على هذا المنوال.

لنتذكر معا: حين يتم العثور على جسم مشبوه، حقيبة أو ما شابه، يحدث ما يلي: إبعاد الناس، استدعاء خبير متفجرات، الكشف عن الجسم، وإذا تبين أنه شحنة، يتم تفجيره في الحال.

منذ ستة أعوام تم العثور على جسم غير مشبوه بوزن 2750 طنا، فلم تطبَّق عليه شروط الجسم المشبوه: لا الناس أبعدوا، استدعي خبراء لكن لم يؤخذ بتقاريرهم، كشف عن الجسم فعرفت مخاطره لكن لم يتم التصرف وفق خطورته.

رجاء، "فيكن توقفوا ضحك عالناس"؟، هذه العبوة التي تزن 2750 طنا عابرة للعهود والرؤساء والوزراء والمدراء العامين ولقادة جيش: عبرت من عهد الرئيس ميشال سليمان إلى عهد الرئيس ميشال عون، مرورا بسنتين ونصف سنة فراغا في سدة الرئاسة وبسلطة إجرائية مناطة بمجلس الوزراء مجتمعا. ومن حكومات تمام سلام مرورا بسعد الحريري وصولا إلى حسان دياب. ومن قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى العماد جوزاف عون. ومن وزير الأشغال غازي زعيتر إلى يوسف فنيانوس وصولا إلى ميشال نجار. ومن مدير عام الجمارك شفيق مرعي إلى المدير العام الحالي بدري ضاهر، إلى رئيس المرفأ حسن قريطم.

هذه آلاف الأطنان عبرت في عهود رؤساء أجهزة أمنية وقضائية. ومع ذلك لم يحرك أحد ساكنا. والأنكى من ذلك، ولولا "العيب والحيا كنتو رح تطلعوها براس عمال التلحيم الذين لحموا الثغرة في العنبر، وحين لم تنطل هذه الكذبة، انتقلتم إلى تضليلٍ أكبر هو المفرقعات، وحين لم ينفع التضليل أقريتم بالأطنان الخطرة، وبدأت أكبر عملية غش وتضليل و"تضييع الشنكاش": هيدا ما خصو لأنو بلغ، وهيدا ما خصو لأنو مش على إيامو.

مهلا، "الجميع خصون" إلى أن ينتهي التحقيق. جميع من كانوا في موقع المسؤولية، ومعنيون، منذ لحظة رسو الباخرة وإفراغ الشحنة، وصولا إلى لحظة الإنفجار مساء الثلاثاء. إذا لم يستدع هؤلاء جميعا ويوضعوا في الإقامة الجبرية، فعبثا تتحدثون عن تحقيق داخلي لأنكم لا تثقون بتحقيق دولي.

من قال إن الشعب يثق بتحقيقاتكم؟. أربع وسبعون ساعة مرت حتى الأن، وغير معروف كيف يسير التحقيق؟. "أوراق رايحة وأوراق جاية، وحكي قد ما بدكن": مؤتمرات صحافية، بيانات، خطابات، دردشات... والحصيلة مزيد من الغموض.

ولأن الأمر كذلك، ولأن الناس تعبوا من الحكي ولا يريدون المزيد منه، ولأن الحكي لا يكشف حقيقة ولا يعيد شهيدا ولا يبلسم جرحا ولا يرمم منزلا، قررنا وقف تبني "كترة الحكي"، فإننا نعلن خطوتنا وقرارنا: لا نقل مباشرا لجماعة الحكي بعد اليوم، بل سيكون النقل للناس، لمن هم على الأرض، للافعال، للإنجازات، للحقائق. أما أنتم يا جماعة الحكي فتسلوا بالتغريدات، كلامكم المباشر لم يعد تسلية للناس بل بات قهرا لهم، ولن نشارك في قهرهم.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أيام أربعة مرت على جريمة بحجم قتل مدينة. عثرنا على أشلاء ولم نعثر على اتهام في المجريات القضائية لمسؤولي المرفأ: حسن قريطم موقوفا، بدري ضاهر الى الشرطة العسكرية للتحقيق بإشرف النيابة العامة التمييزية، وبضعة عمال أوقفوا على ذمة التحقيق.

أما بعد، فإن دماء الذين رحلوا وفقدوا وجرحوا تتطلع الى مراتب عليا والى تحميل المسؤوليات لكل من تولاها حكما وحكومة ووزارء، منذ عام 2014 إلى تاريخ الومضة الأولى. وهي إهانة للدماء أن يخرج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الناس على "الحياد"، متبرئا من المعرفة المسبقة، وهو قال للصحافيين إن المواد دخلت لبنان عام 2013، لم أكن على علم بها ولا بمدى خطرها، كما أن صلاحياتي لا تسمح لي بالتعاطي المباشر بالمرفأ، وهناك تراتبية يجب احترامها.

نتحدث هنا عن رئيس جمهورية، عن قائد أعلى للقوات المسلحة، عن ساهر على البلاد ودستورها. لكنه يقرر أن يظهر بصورة "من لا يمون على مرفأ". وإذ كان ميشال عون قد أعطى نفسه نموذجا عن القائد الذي لا يحمي أحدا، فإنه في المقابل كان يستقبل بدري ضاهر "حبة ظهرا.. حبة صباحا"، وكل من في القصر يؤكدون تواجد المدير العام للجمارك يوميا في العنبر الرئاسي، فلماذ لم يخبره بدري الكيماوي بالقنبلة الموقوتة التي طحنت بيروت؟.

وبمرور الأيام الخمسة سيكون اللبنانيون في حل من أي التزام عن وعد السياسيين بالمحاسبة، لاسيما أن الوثائق الأمنية والقضائية تتوالى عن معرفة أركان الحكم مسبقا بكل التفاصيل الآيلة للاشتعال، وإحدى أبرز هذه الوثائق ما تنشره "الجديد" عن تقارير رفعها جهاز أمن الدولة، وجاء فيها أن هذه المواد خطرة وتستعمل في صناعة المتفجرات وفي حال تعرضت لأي سرقة يستطيع السارق أن يستعملها لصناعة المتفجرات، وأنها في حال اشتعالها ستسبب انفجارا ضخما ستكون نتائجه شبه مدمرة لمرفأ بيروت.

لكن البلاغات التي سطرها الجهاز لكل المعنيين في الدولة، لاقت روتينا إداريا وإهمالا في التنفيذ، وأخذا وعطاء في المراسلات، إلى أن وقعت الواقعة، فيما ذهب السياسيون الى استغلال ومتاجرة وحفلات التبرئة من جهة والاتهام المضاد من جهة مقابلة.

وفي أعقاب اتهام طاول "حزب الله" بملكية المواد المتفجرة، أطل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، نافيا وجازما أي علاقة حيث لا مخزن ولا صاروخ ولا بندقية ولا نترات ولا رصاصة ل"حزب الله" في مرفأ بيروت، فنحن اختصاصنا مرفأ حيفا وليس لدينا أي فرع آخر. ورأى نصرالله أن من يروج هذه الاكاذيب إنما يريد إبلاغ أهل بيروت أن من يدمر مدينتكم هو "حزب الله" وهذا يحمل مستوى عاليا جدا من الظلم والتجني على قاعدة إكذب إكذب حتى يصدقك الناس.

وعلى إطلالة نصرالله وغيرها من الظهور التلفزيوني، ادعت قناة الـmtv أن قناة "الجديد" قد تراجعت عن قرار مقاطعة السياسيين، وهذا ما لم يحدث إذ إن "الجديد" كانت في طور نقاش الفكرة مع بقية الزملاء في المحطات اللبنانية، وأنها قررت ترك الخيار للناس ودعوتهم الى الالتحاق بتظاهرة الغد، والمطالبة بمحاكمة السياسيين المتسببين بخراب البلد وليس بيروت فحسب، وهذا موقف "الجديد" التي تتحمل يوميا كامل المسؤوليات، وبثها انما تستخلصه من نبض الناس ومعاناتهم، فتنتقد وتكشف وتهاجم وتبرز الوثائق وتدفع ثمن صحافتها الباحثة عن حرية وحقيقة في آن، والموقف هذا تترجمه اليوم بدعوة اللبنانيين إلى تظاهرة تكون حاشدة غدا، فإذا تكاثرتكم غيرتم، فكونوا انتم القادة لتكون لكم الشاشات.