<
18 June 2020
مخزومي زار دريان: لبنان بلد ليس مفلس والدولار موجود في السوق لكنه غير متوفر في حسابات اللبنانيين

زار النائب فؤاد مخزومي على رأس وفد من منتدى حوار بيروت مفتي الجمهورية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. وتم التباحث في أوضاع البلد لا سيما بعد ما شهدته العاصمة بيروت ووسطها من أعمال شغب وتخريب.

 

إثر اللقاء، قال مخزومي إن الزيارة هي لتعريف سماحته على أعضاء منتدى حوار بيروت، وللبحث في المستجدات على الصعيد الداخلي وعلى صعيد العاصمة بيروت والطائفة السنية وأوضاع البلد عموماً. وأشار إلى أننا سمعنا مؤخراً كلاماً وطروحات حول توجه لبنان نحو الشرق، مشدداً على أن أهمية لبنان تكمن في أنه صلة وصل ومركز للتواصل بين الشرق والغرب، ومشيراً إلى أنه لا يمكن إلقاء اللوم على أي طرف خارجي وتحميله مسؤولية الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي وصلنا إليها اليوم. وتابع: منظومة الفساد التي حكمتنا منذ عقود أخذت أموال الناس وودائعهم، وصحيح أنه لا زال بالإمكان تحويل الأموال عبر المصارف إلى لبنان لكن المشكلة أن الثقة أصبحت معدومة بالنظام الحالي ولهذا السبب لم يعد أحد يريد دعم هذا البلد. وأضاف: نرحب بالدعوة إلى التوجه نحو بلدان أخرى من أجل مساعدتنا، لكن هذا لا يعني أننا نوافق على تغيير نظامنا الاقتصادي فقط للدخول في لعبة السياسة الإقليمية.

 

وجدد مخزومي التأكيد على أن لبنان بلد منهوب وليس مفلس والدولار موجود في السوق لكنه غير متوفر في حسابات اللبنانيين في المصارف. وقال: لا زال بالإمكان أن نتعاون ونعمل سوياً لما فيه مصلحة لبنان والشعب اللبناني والطائفة السنية، وقد أكد سماحة المفتي أننا لسنا ضعفاء ولا انهزاميين، والكلام عن أن الطائفة السنية هي طائفة "المحرومين والمستضعفين" غير صحيح لكن الأهم أن لا نسمح لبعض السياسيين أن يقنعونا بذلك وألا نتصرف على هذا الأساس. وتابع: صحيح أن البعض يقدمون أنفسهم كبدائل في المرحلة الحالية وهذا خيار يخصّهم، لكن همنا الأول والأخير يبقى مصلحة أهل بيروت واللبنانيين وكراماتهم والعمل على إيجاد الحلول للملفات التي تؤرق عيشهم من صحة وتعليم وأجور وغير ذلك.

 

وأضاف مخزومي: اتفقنا مع سماحته على أن نواصل التنسيق والحوار مع الجميع حتى مع الجهات التي نختلف معها في وجهات النظر وذلك بهدف تصويب أي خلل نلمسه في أداء أي مسؤول في الدولة. ودعا من يعتبر أن التعيينات الأخيرة كانت ضد الطائفة السنية أن يقول ذلك صراحة وعلناً.

 

وأكد مخزومي أنه ليس متخوفاً من أي حرب أهلية بين السنّة والشيعة، لافتاً إلى أن الجميع يدفع اليوم ثمن السياسات التي تتبعها منظومة الفساد التي حكمتنا والتي تتفق سياسياً واقتصادياً ويكون الخاسر الأكبر هو الشعب اللبناني. ودعا مجدداً إلى العمل على تحسين الوضع الاقتصادي واسترجاع الأموال المنهوبة لأنه من غير المنصف أن يعيش اللبنانيون كما نراهم يعيشون اليوم.

 

وفي رد على سؤال حول أزمة الدولار، لفت مخزومي إلى أن تثبيت سعر الليرة مقابل الدولار كان قراراً خاطئاً ولكن هناك من اللبنانيين من استفاد من ذلك، لكن 50% من الشعب ليس لديه حساب مصرفي، مشيراً إلى أن القوى السياسية تحاول اليوم استعمال سعر صرف مختلف عن السعر الرسمي أي الـ 1515 بهدف الوصول إلى أموال المودعين وهذه بحد ذاتها "مسرحية".

 

وأضاف: على المسؤولين أن يكونوا صريحين مع الناس، ويعترفوا بأنهم منذ 3 عقود يمارسون سياسات خاطئة قائمة على مستوى معيشي أغلى من المستوى الحقيقي والقدرة الحقيقية للدولة، باستخدام ودائع الناس وجنى عمرهم. وأكد أن اللوم لا يقع على القرار السياسي فحسب بل إن المنظومة الفاسدة مجتمعة مسؤولة عما حصل، بما في ذلك الحكومات المتعاقبة والقوى السياسية والمصرف المركزي والمصارف التجارية، متمنياً على السياسيين عدم إلقاء اللوم على القرارات السياسية لأن المواطن وضع أمواله في المصرف ولم يعطها للدولة وبالتالي فإن المصارف أيضاً شريكة في منظومة الفساد لأنها سعت إلى مضاعفة أرباحها من خلال تسليف الدولة، والحصول على فوائد خيالية.

 

وفي رد على سؤال حول اجتماعات رؤساء الحكومات السابقين، تمنى مخزومي التوقف عن الهجوم والسجالات حول الوضع القائم والعمل سوياً لمنع الفتنة الطائفية والمذهبية لأننا دفعنا ثمنها حرباً أهلية دامت 15 عاماً، ومن استفاد منها هم قلة حكمونا منذ عقود.