<
13 February 2020
من نازك الحريري الى رفيق العمر والدرب

نظمت "مؤسسة رفيق الحريري" مباراة مدرسية بعنوان "الديبلوماسية الناعمة"، أرادت من خلالها التذكير بـ "ما آمن به الشهيد رفيق الحريري، وعمل به من أجل لبنان وترسيخ مفاهيم السلام بين الطلاب".

ولهذه الغاية، أحيت المؤسسة الذكرى الـ 15 لاستشهاد الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري، خلال اللقاء السنوي الذي نظمته لإعلان نتائج المبارة المدرسية لعام 2020 في ثانوية الحريري الثانية، برعاية رئيسة المؤسسة نازك رفيق الحريري ممثلة بهدى طبارة، وحضور النائبة رلى طبش ممثلة الرئيس سعد الحريري، الرئيس فؤاد السنيورة، الوزير السابق أحمد فتفت ، المديرة العامة لـ "مؤسسة رفيق الحريري" سلوى السنيورة بعاصيري، رئيس جامعة رفيق الحريري الدكتور مكرم سويدان ومديري مدارس ثانويتي الحريري الثانية والثالثة والليسيه عبد القادر، البروفسور هنري عويس من جامعة القديس يوسف، لبنى جان عبيد وعفت محمود عمار وأفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية وأهالي الطلاب.

بعدها، استهل الاحتفال الذي قدمته باسم المؤسسة ثريا غطمي عواد، بدقيقة صمت لروح الرئيس الشهيد الحريري ، فالنشيد الوطني الذي عزفه كورال مدارس "مؤسسة رفيق الحريري" بإشراف المؤلفة الموسيقية السوبرانو هبة القواس وبقيادة تاتيانا فوروبيوفا.

وألقت السيدة نازك الحريري كلمة مسجلة، واكبها وثائقي خاص عن الرئيس المؤسس من إعداد الزميل حسين الصانع، قالت فيها، "أيها الأحبة، تجمعنا اليوم، كما في كل عام، الذكرى الـ 15 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري لنتذكر مسيرة عطاء ومحبة وحكاية نجاح تتناقلها الأجيال. مرة أخرى، يجمعنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ذكراه الطيبة، ولعلها تكون مناسبة لنجدد التمسك بقواعد الحوار وبكل خيارات الرئيس رفيق الحريري الوطنية".

وشددت على "انها خيارات لا غنى عنها لأنها السبيل الوحيد إلى الدفاع عن الوطن وصون وحدته، وكرامة أهله. فالحوار يرسخ الوحدة الوطنية، ويحفظ لبنان من كل تهديد لأمنه واستقراره. وفي حضرة الشوق، يرجع بنا صدى الذكريات إلى ذلك الزمن الجميل، عهد الرئيس رفيق الحريري، لينسج صورة لبنان كما رآه شهيدنا الكبير، كيف لا؟ وقد أرسى قواعده بنفسه، فكرسه أيقونة الشرق الحضارية والثقافية، وحلما وهاجا متألقا، بذل من أجله عمره حتى الشهادة".

أضافت، "رفيق عمري ودربي، وفي ثنايا الذكرى، الشوق لهيب يشتعل في النفس نارا طورا، ونورا نستضيء به ويعيننا على تحمل ألم الفراق تارة. أناجيك أيها الحاضر الغائب، والألم يعتصر الفؤاد، ودمع العين منسكب على من سكن القلب وتربع على عرشه. عام جديد يا رفيق العمر يمر علينا من دونك، والقلب مثقل بالحزن والحسرة على رحيل صديقك وأخيك المخلص والمحب الرئيس جاك شيراك الذي وقف الى جانبنا ودعم قضايانا. رجل عظيم سوف يظل راسخا في قلوبنا وذاكرتنا. برحيلكما، خسرنا خيرة الرجال الذين لن يتكرروا على مر الزمن".

وتابعت، "شهيدنا الغالي، يواجه لبناننا المخاطر والتحديات فأين نهجك المعتدل ورؤيتك الصائبة ليبتكرا حلولا لهذه التجاذبات والاصطفافات السياسية التي تقودنا نحو الهلاك؟ أين نحن اليوم من دولة المؤسسات والعيش المشترك والوحدة الوطنية والعدالة الإجتماعية؟ أين مسيرة الإنماء والإعمار التي أطلقتها، في ظل العدالة وفي جنح القانون؟".

وبصوت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، استمع الحضور الى الفقرة التالية من كلمة سابقة له، جاء فيها، "ليس الوقت وقت التهرب من المسؤولية، ولا وضعها على عاتق فئة من دون فئة. نحن جميعا مسؤولون، كل في موقعه. وعندنا ثوابتنا للانتماء والسيادة والاستقلال ووحدة الأرض والناس والمصير. ويكون علينا بالحوار وبالتشخيص للمشكلات، وبالقرارات الصائبة أن نصون وجودنا ومصالحنا، وأن نفتح مع شبابنا أفقا مستقبلية".

وتابعت السيدة الحريري قائلة، "أيها الأحبة، لقد بذل الرئيس الشهيد رفيق الحريري جهده في سبيل تطوير بلدنا الحبيب لبنان حتى يصبح نموذجا من النجاح الديموقراطي والنمو الاقتصادي وواحة استقرار وازدهار، متوكلا على الله عز وجل وملتزما بالمبادئ الإنسانية والأخلاقية والوطنية. لم يفقد الأمل يوما في شعبنا الطيب، بل اعتمد على الثقة التي منحه إياها اللبنانيون واللبنانيات، إضافة إلى دعم المحفلين الإقليمي والدولي ليقود لبناننا نحو مستقبل أفضل".

أضافت، "أعزائي الأحباء، المطلوب منا اليوم أن نتحلى بروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري القيادية ونتعلم منه كيف نحول الرؤية إلى حقيقة، أن نتمسك بنهج شهيدنا الغالي وبإرثه الكبير. أن ننشد العيش المشترك ونعتصم بلغة الحوار وحبل التفاهم ضمن مفهوم الشراكة الحقيقية حتى نصل إلى بر الأمان. فلنتسلح بالمحبة والتسامح، ولنتزود بالعزيمة والانفتاح والتضامن، ولنحم مقومات السلم الأهلي والوحدة الوطنية فهما الضمانة الأكيدة لبناء دولة القانون".

وتابعت، "شهيدنا الغالي، إننا على العهد والوعد باقون، سنواصل بعون الله تعالى مسيرة الإنماء والإعمار التي خطت سطورها بدمك ودم سائر شهدائنا الأبرار. وسنلتزم جميعا بالقيم والأفكار التي دافعت عنها حتى الشهادة، واضعين المصلحة الوطنية نصب أعيننا حتى يكون لبناننا على قدر طموحاتك وطموحات شعبنا الكريم، وطنا لجميع أبنائه، ومهدا للأمن والاستقرار والعيش الكريم، وأيقونة أسطورية خالدة، فيد الله دوما مع الجماعة".

وختمت، "رحم الله الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، وتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة، وحفظ لبناننا سيدا حرا مستقلا".