<
10 November 2019
قبلان: لنسف الصيغة الطائفية

 وجّه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة المولد النبوي الشريف لهذا العام التي استهلها بتهنئة اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بهذه المناسبة، "التي شكلت إيذانا ببزوغ فجر جديد أشرق على العالم كله ليعيد تأصيل الهوية الإنسانية بما تحمله من قيم، فكان الرسول الأعظم صاحب الخلق العظيم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وهو القائل: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، فبشر برسالة الاسلام التي شع وهجها على الكون فكان رحمة للعالمين يهديهم إلى الصراط المستقيم وينقلهم من الظلمات إلى النور ويعلمهم الكتاب والحكمة دون تمييز او تفرقة تحت راية التوحيد".

واكد قبلان "ان المنطقة العربية والاسلامية مستهدفة من الاستعمار الصهيو-اميركي في خطط ممنهجة تنفذ مشروعا صهيونيا قديما متجددا يستخدم إمكانات ضخمة وتقنيات متطورة وأساليب غير أخلاقية بعد إخفاق الحرب الصلبة في ضرب دول محور المقاومة واخصاع شعوبها، فما يجري في لبنان والعراق يندرج في استغلال الحراك المطلبي وحرفه في اتجاه ضرب قوى المقاومة في عملية انتقام لما حققته من انجازت في ضرب الارهاب التكفيري المدعوم اميركيا ما يستدعي رفع مستوى الوعي الشعبي لاحباط هذه المؤامرة الخبيثة لادخال بلادنا في الفوضى والاضطراب".
وتابع قبلان: نحن ندعو اهلنا في العراق الى التزام توجيهات المرجعية الدينية وارشاداتها لما تمثله من ضمانة لحفظ وحدة العراق واستقراره ودعم حقوق شعبه المطالب بالاصلاح".


واضاف: "نطالب اهلنا في لبنان بتعميق وحدتهم وترسيخ تضامنهم وحفظ وطنهم بحفظ مكوناته وعدم السماح بتحويل الحراك الى فرصة لاضعاف قوة لبنان المتمثلة بالمقاومة وضرب بيئتها الحاضنة، ونعتبر ان المعادلة التي حررت ارضه وحفظت شعبه لا تزال حاجة وضرورة وطنية ينبغي التمسك بها، باعتبارها تشكل مصدر قوة لبنان في مواجهة اي تهديد خارجي او داخلي، ونحن نرى ان الحراك المطلبي شكل انتفاضة طبيعية في وجه الفساد المتراكم بفعل تركيبة النظام الطائفي والسِّياسات الحكوميَّة المتعاقبة التي كرست منطق المحاصصة الطائفيةو رسخت العقليَّة الماليَّة النَّقديَّة التي عممت ثقافة الربى والرشى، ما اغرق لبنان بالديون وخدمة فوائدها".


وختم قبلان: "النظام الطائفي المرتكز على الامتيازات والمحسوبيات والمحاصصات اسهم إلى حد كبير في إضعاف دولة المؤسسات والقانون وافشالها، وقضى على طموحات غالبية اللبنانيين وتجويعهم، ونحن اذ ندعم بقوة مطالب الحراك الشَّعبي المحقة في العيش الكريم والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتنظيف الدولة من لصوص المال العام واستعادة هذا المال لخدمة الشعب اللبناني الذي يئن من الفساد والهدر، فاننا ندعو الى نسف الصيغة الطائفية وتطوير نظام حكم ومشروع الدَّولة لتكون لنا دولة عادلة تحسن رعاية شعبها، ونطالب القوى السياسية بالاسراع في تشكيل حكومة انقاذية فاعلة وقادرة على تحقيق امال اللبنانيين وتطلعاتهم وتستجيب لمطالبهم وتكسب ثقتهم من خلال تنفيذ اصلاحات سريعة وجذرية تطبق بنود الورقة الاصلاحية التي اقرتها الحكومة السابقة وضمن جداول زمنيَّة تحت نظر الحراك الشعبي، بالتوازي مع محاسبة الفاسدين وناهبي المال العام، ونطالب المجلس النيابي بإقرار قانون انتخابي نسبي وفق صيغة لبنان دائرة انتخابيَّة واحدة وبلا قيد طائفي لإنتاج سلطة وطنية لا طائفيَّة همها النهوض بلبنان وحفظ مكوناته بعيدا من الاستزلام والارتهان الاجنبي".