<
09 November 2019
مقدمة أخبار الOTV: رأس الحربة ستكسر رأس الافعى ..

في كتابه " اعترافات قاتل اقتصادي " يفضح جون بركينز قصة القتلة الاقتصاديين الذين يقبضون اجورا فلكية ليخدعوا الدول النامية ويستولوا على ملياراتها وثرواتها بالاتفاق مع فاسديها وسياسييها ومافياتها . يقول بركينز ان وكالة الاستخبارات الاميركية ال cia جندته وهو بعد طالب جامعي ليعمل سرا في الاكوادور واندونيسيا تحت غطاء شركة استشارية بهدف واحد : اغراق هاتين الدولتين بالديون ووضعها تحت رحمة وجزمة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تمهيدا لفرض السياسة الاميركية عليها . الى هنا ينتهي الاقتباس الموجز والمختصر لمئات القتلة الاقتصاديين في العالم ولالاف العملاء والمرتزقة المجندين في خدمة هذه المشاريع القذرة في كل انحاء العالم وخصوصا في الشرق الاوسط وتحديدا في لبنان .

 

مدّعي من يقول ان سبب الازمة في لبنان خارجي بالكامل , ومكابر من يقول ان صرخات الناس مبالغ فيها , ومنافق من يزعم ان المأزق هو مؤامرة كونية كادها الاعداء . لم يترك الفاسدون قرشا الا والتهموه ولم يفسحوا في المجال للدولة ان تلتقط انفاسها لا بل سمموا البلد بانفاسهم الكريهة وشجعهم المريض وتكالبهم البغيض . اجتمع رأس المال مع رأس الافعى ليغدروا برأس الحربة . اجتمع الطعان والخوان والبطران والفجعان ليكمنوا للشجعان . القصة معروفة والنيات مكشوفة . في العام 2005 اغتيل الرئيس رفيق الحريري . الناس الطيبون الملتاعون نزلوا الى الشارع فخرج الجيش السوري ز لكن الهدف الحقيقي كان في مكانين : اخراج الرئيس اميل لحود واحراج حزب الله . ولا لزوم لسرد ما حصل بعدها . اليوم نعيش السيناريو ذاته . انفجر الشعب بسخطه ومرارته وغضبه على حفنة الفاسدين ماليا وطغمة الساقطين شعبيا واخلاقيا وسياسيا مهما حاولوا تزيين ما لا يزين وتجميل ما لا يجمل . الفساد هو العنوان والشعب هو البركان . فجأة تفتح طرقات فرعية وزواريب جانبية ليتبين ان كل الطرقات تؤدي الى ما ادت اليه قبل اربعة عشر عاما وبمفعول رجعي وعلى طريقة المثل الفرنسي الذي يقول : الثأر طبق يؤكل باردا . من جديد تطلق النار على بعبدا ويتركز القصف على حارة حريك . هنا الشرعية والجمهورية وهناك المشروعية والمقاومة . منذ 30 عاما واكثر والشعب يتألم والوطن يحتضر والمؤسسات تتآكل والثروات تسرق والموارد تٌستنزف والشباب يهاجر والرجال تبكي والامهات تذوي كالشمعة والحزن ينساب لوعة ودمعة . سرقات وتراكمات , سمسرات واحتكارات لم تبق ولم تذر . بلد يجتمع فيه القاتل والمقاتل النبيل والعميل الامل والدجل الماجد والحاقد وكل ذلك كان ليكون مقبولا لولا ان من سرق البلد وافقره وخذله ابا عن جد وكابرا عن كابر من عهود وعقود يأتي اليوم ليطرح نفسه مخلصا ومنقذا وطاردا للارواح الشريرة والشرور المستطيرة . في العام 1941 غزا هتلر الاتحاد السوفياتي ناقضا معاهدة واتفاقا جهنميا وقعه مع ستالين لتقاسم بولندا والتعاون المستقبلي العام 1939 . القى هتلر بثقله باتجاه موسكو وليننغراد اللتين صمدتا كالقلاع والجبال لكن هدفه كان في مكان اخر . في الجنوب الشرقي حيث النفط في باكو . هناك حيث الحلم تحطم والصليب المعقوف انهزم . اليوم وكما دائما يكرر التاريخ نفسه . الامم تلعب لعبتها القذرة . لبنان يعود ملعبا وساحة وعلبة بريد . معادلتهم : من لديه الدولار يمسك بالقرار في الاستقرار او الانهيار . وفي لبنان شعب . اكل الجوع وشرب العطش والتحف السماء في العراء واكتسى بالشرف كرداء . هذا الشعب الذي عاند وكابد وجالد وصبر وانتصر يوم اهتزت عروش وارتجفت قلوب وتزعزعت دول , سيتذكر ويذكّر العالم ان الرجال صناديق مقفلة وما مفاتيحها الا التجاريب وانها لمرحلة جديدة ومعركة مجيدة . رأس الحربة ستكسر رأس الافعى ..

OTV News