<
15 October 2019
أيام قليلة، وينتهي الكلام على الحرائق، لكن وحده سليم ابو مجاهد سيبقى شهيداً..

على جري العادة اللبنانية السيئة، أيام قليلة، وينتهي الكلام على الحرائق، ليبدأ الحديث في شأن آخر، سواء على ألسنة السياسيين الذين تبارى معظمهم اليوم على التقاط الصور والادلاء بالمزايدات، أو عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، التي انهمك روادها ببعض التعليقات التي لامست السخافة، كمثل استهجان استقبال ملكة السويد في قصر بعبدا، فيما الوطن يحترق.

أيام قليلة، وينتهي الكلام على الحرائق، لكن وحده سليم ابو مجاهد سيبقى شهيداً، ووحدها عائلته ستبقى تتحسر عليه، بعدما استشهد بفعل التقصير الرسمي المزمن، والاستهتار الموروث منذ عقود.

أيام قليلة، وينتهي الكلام على الحرائق، لكن وحده التحقيق الذي طلب رئيس الجمهورية فتحه لكشف أسباب توقف طائرات الإنقاذ والإطفاء "سيكورسكي"، سيبقى مستمراً، وموضع ملاحقة، على أمل محاسبة المقصرين، وفضح المطبلين والمزمرين لاستقدام تلك الطائرات قبل سنوات، لأنَّ تفهم المواطن لذرائع عدم قدرتها على المشاركة في إخماد الحرائق عاماً بعد عام، دونه انعدام الثقة بينه وبين جزء كبير من الطبقة السياسية.

أيام قليلة، وينتهي الكلام على حرائق الطبيعة، لكن الكلام على حرائق السياسة سيستمر، فهي بحاجة الى خطوات تطفئ النيران وليس الى إشاعة اجواء تؤجج من اشتعالها، في ظل الوضعين المالي والاقتصادي اللذين لا يحتملان التلكؤ في اتخاذ الاجراءات الفورية للجم التدهور الحاصل، كما شدد رئيس المجلس النيابي خلال لقائه برئيس الحكومة اليوم.

وكما أنقذ تساقط المطر ماء وجه الدولة في مواجهة حرائق الطبيعة هذا المساء، عسى أن ينقذ نقل الأقوال إلى حيز الأفعال، ولاسيما تنفيذ ما اتفق عليه في لقائي بعبدا الشهيرين، في انقاذ ماء وجه الوطن، وحماية الناس من طوفان كارثة لن تحمد عقباها، اذا استمر التهرب من التنفيذ.

OTV News