<
11 October 2019
١۳ تشرين ١٩٩۰ (بقلم حبيب البستاني)

حبيب البستاني-


هي أكثر من تسع وعشرين عاماً مر على ١۳ تشرين ١٩٩۰ ، والذاكرة لم تزل حية والشهود والمشاركون ما زالوا هنا لا داعي لأن تتذكرهم فهم يذكروك بأنفسهم ليل نهار، ولا داعي لاستذكار الماضي وظروف الماضي لقد تغيرت النظرة تبعاً لتغير الظروف وكما يقول تشرشل في السياسة ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم بل مصالح دائمة.

كلهم تغيروا ولكن!
كلهم تغيروا تبدلوا شرقوا بمعنى مالوا صوب الشرق ومن ثم غربوا، مصالح مصالح مصالح وكما يعلن بعض المحافظين الجدد أنهم إنما بالدولار يؤمنون، مرحبا مبادىء ومرحبا نظم ومرحبا حقوق إنسان. وحده وكما تقول ألأغنية " وحدك على وعدك بتضل " بقي العماد عون على مواقفه التي أعلنها منذ أكثر من ثلاثين عاماً من أنه سيقاوم سوريا طالما هي في لبنان وسيسعى لبناء أفضل العلاقات معها حين تخرج منه، ربما وكما يحلو للبعض أن يسميه العماد عون " دقة قديمة "، ربما فات هذا البعض أن
" الدقات القديمة " تعرف بالمعنى الموسيقي بال “ Grande musique “ أي الموسيقى الراقية التي تعيش لعشرات لا بل لمئات السنين ويتذكرها الناس ويتردد صداها ويتذوقوها ولا تشبه " الطقاطيق "
الحديثة التي لا تولد حتى تموت.

العماد عون وكرة النار
كما العماد عون الذي حمل كرة النار في بداية نضاله السياسي ها هو الرئيس عون يحمل كرة النار نفسها وهو في سدة الرئاسة، فلا المنصب غيره ولا أغرته بهرجة الرئاسة، في١۳ تشرين ١٩٩۰ اعتقدوا أن أسطورة العماد عون انتهت وأن كم طائرة سوخوي وبمؤازرة إسرائيلية واضحة تستطيع أن تمحي الأسطورة وأن دك بيت الشعب يعني قتل صاحبه، طبعاً بالمعنى السياسي، وهنا أخطأوا مرتين: مرة حين اعتقدوا أن اللبناني سيلغي من ذاكرته صورة البطل، ومرة ثانية حين لم يفهموا أن وطن الأرز لا يعيش إلا على الأساطير، وفي العصور الغابرة كما الحاضرة هو بحاجة لها، من أدونيس وعشتروت إلى آلهة بعل في بعلبك، إلى يوسف بك كرم إلى طانيوس شاهين وغيرهم وغيرهم ممن طبعوا تاريخ لبنان على مر العصور ببطولاتهم.
كما العماد عون الذي تصدى للمؤامرات السياسية والاحتلالات ها هو الرئيس عون اليوم يتصدى للمؤامرة الاقتصادية، وإلى القنابل المتنقلة من قطاع إلى آخر، تحركها مافيات المال والاحتكار وتمولها جهات تريد أن تخضع الرئيس الذي يدافع عن حقوق لبنان ويرفض التوطين وبقاء النازحين إلى ما شاء الله.

الشعب والرئيس
كما في ١۳ تشرين بقي الشعب صامداً خلف العماد وبذلت المؤسسة العسكرية الدماء الذكية دفاعاً عن أرض الوطن وزوداً عن حدوده وكرامة أهله، فإن هذا الشعب نفسه الذي اسماه العماد " شعب لبنان العظيم " سيقف مرة جديدة ومرة تلو المرة خلف رئيسه، فالشعب اللبناني الذي لم ترهبه قوة البارود والنار وأصوات المدافع وأسراب الطائرات، لن ترهبه ضغوط إقتصادية من هنا أو حرمان مالي من هناك، وسيكتشف أعداء الوطن أن من بقي من اللبنانيين في لبنان هم أولئك الذين لا يهابون الصعاب ولا تغريهم الأهواء وهم اختاروا لبنان وطناً نهائياً لهم ولبنيهم من بعدهم.

الشهادة والأمثولة
إن شهادة الذي سقطوا في ال ١۳ تشرين قد أنارت مشاعل الحرية وأضاءت طرق التحرر وشكلت ذخائر يتبارك منها كل اللبنانيين الأحرار إلى أي جهة أو طائفة انتموا، فهؤلاء كان لمم شرف الشهادة دفاعاً عن لبنان وهوية لبنان وحرية لبنان، وهم يعطون المناعة للشعب والمنعة للوطن والحرية لكل أبنائه.