<
11 October 2019
الرئيس عون: عودة النازحين السوريين شملت 276 الف نازح ولبنان لم يتبلغ اي شكوى عن ممارسات تعرضوا لها بعد عودتهم

اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان توقيع " اتفاق الشراكة اللبناني البريطاني" خلال الشهر الماضي، من شأنه تعزيز علاقات التعاون بين لبنان والمملكة المتحدة وتطويرها في المجالات كافة. واعرب الرئيس عون، خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والتنمية الدولية الدكتور اندرو موريسون، عن امتنان لبنان للدعم الذي تقدمه بريطانيا للقوات المسلحة اللبنانية، لاسيما في برنامج بناء ابراج المراقبة على الحدود الشرقية والشمالية، والذي يساعد على ضبط الحدود اللبنانية مع سوريا، ويساهم في الحد من التهريب ودخول الاشخاص خلسة الى الاراضي اللبنانية.

واشار الرئيس عون الى ان لبنان يولي اهمية اساسية لمسألة عودة النازحين السوريين الى بلادهم، لافتا الى ان العودة الطوعية والامنة التي تحققت حتى الان من لبنان شملت 276 الف نازح عادوا الى سوريا ولم يتبلغ لبنان اي شكوى عن ممارسات تعرضوا لها بعد عودتهم.


وتداول الرئيس عون مع الوزير البريطاني في التطورات الاخيرة في المنطقة والمستجدات العسكرية على الحدود السورية- التركية وانعكاساتها السلبية على وحدة سوريا من جهة، وعلى اوضاع النازحين من جهة ثانية. كما تطرق البحث الى الاوضاع الاقتصادية في لبنان حيث لفت الرئيس عون الى امكانية ان يكون لبنان منصة للشركات البريطانية في المنطقة في قطاعي الخدمات والتكنولوجيا، اضافة الى الاهتمام بالفرص المتاحة للاستثمار والاستفادة من برنامج " سيدر".


بدوره، اكد الوزير موريسون اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع لبنان والاستمرار في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية، اضافة الى متابعة تطور الاوضاع الاقتصادية . واشار الى انه زار الحدود الشمالية والتقى احد افواج الحدود في الجيش اللبناني وتابع المهمات التي يقوم بها، منوها بقدرات العسكريين اللبنانيين ومهاراتهم واندفاعهم في الدفاع عن ارضهم. واكد الوزير موريسون متابعة بلاده للتطورات التي تجري على الحدود السورية- التركية، مقدرا التضحيات التي يقدمها لبنان في رعايته للنازحين السوريين الموجودين على ارضه.


وحضر اللقاء عن الجانب البريطاني السفير كريس رامبلينغ وامين السر الخاص بالوزير اندرو ويلسون ومدير قسم التنمية الدولية آد بارنيت ونائب مدير شؤون الشرق الاوسط وافريقيا جوناثان هارغريفز، وحضر عن الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشارون شربل وهبه، رفيق شلالا واسامة خشاب.

 


عربيد وشماس
والاوضاع الاقتصادية في ضوء التطورات الاخيرة، عرضها رئيس الجمهورية مع رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي السيد شارل عربيد والامين العام للهيئات الاقتصادية رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الذي اوضح بعد اللقاء انه تمنى على الرئيس عون، لمناسبة اعداد مشروع موازنة 2020 ، "عدم فرض ضرائب جديدة على المواطنين والشركات لان الضرائب تطارد اللبنانيين منذ العام 2017، وقد تؤثر في حال استمرار فرضها على ديمومة العمل وتخلق اهتزازات اجتماعية وتزيد من جحيم البطالة".


واضاف: "المطلوب في هذه المرحلة، عملية تشاركية في الحوار الاقتصادي والاجتماعي وفي القرار بين الدولة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام، لاسيما وان الانعطافات في النموذج الاقتصادي يجب ان تكون مرنة".

 


وفد الرهبنة اليسوعية
وفي قصر بعبدا، وفد من الرهبنة اليسوعية ضم رئيس جامعة القديس يوسف الاب سليم دكاش ومدير معهد العلوم الشرقية الاب صلاح ابو جودة، والسفير خليل كرم، الذين قدموا لرئيس الجمهورية البحث الذي وضعه السفير كرم والاستاذ في جامعة بوردو شربل متى.
ويتناول البحث مراحل عودة الرهبنة التي طالب بها بطاركة الشرق العام 1831 وشجعها الكرسي الرسولي، فلعبت دورا اساسيا في تربية النخب التي سعت الى انشاء لبنان الكبير ومن بعده الاستقلال الناجز وانبثقت عن تلك الاكليريكية مدرسة سيدة الجمهور وجامعة القديس يوسف.
وهنأ الرئيس عون السفير كرم على هذا البحث مستذكرا تاريخ الرهبنة اليسوعية في لبنان ودورها في توفير العلم والفكر لاجيال من اللبنانيين والعرب والاجانب.


وفد مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي
والتقى الرئيس عون وفدا من الهيئة الادارية لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي ووفدا من جامعات ومستشفيات اوروبية حضر الى قصر بعبدا، لمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي الرابع والعشرين الذي ينظمه مستشفى القديس جاورجيوس. واطلع الوفدان رئيس الجمهورية على علاقات التعاون بين مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي ومستشفيات اوروبية واميركية بغية تبادل الخبرات والاطباء وفتح باب التطور العلمي والابحاث.
في مستهل اللقاء، القى الدكتور اسكندر نعمة كلمة باسم الوفد توجه فيها بالشكر لرئيس الجمهورية على استقباله مع الوفود الفرنسية المشاركة في المؤتمر، وقال: "ان المستشفى وضع نفسه منذ 141 سنة، في خدمة المريض وتوفير افضل العلاجات الطبية له واحدثها. ومنذ عام 1882، بدأ بتخريج اطباء متمرنين في مختلف الاختصاصات، وتعاقد مع عدة جامعات لتخريج طلاب الطب، وهو كان يأمل منذ البداية في ان ينشىء كلية طب. وهذا الحلم ما كان ليتحقق الا بفضلكم فخامة الرئيس لانكم دائما تدعمون المشاريع البناءة التي تعود بالخير على الانسان والمجتمع".
واوضح ان من بين المشاركين في المؤتمر البروفسور والنائب الفرنسي LOUIS JEAN TOURAINE نائب منطقة الـ RHONES ورئيس لجنة الـ BIOTHIQUE في مجلس النواب الفرنسي، ووفد من جامعة ومستشفى POITIERS وآخر من جامعة ومستشفى NIMES ورئيس اكبر قسم للجراحة النسائية والتوليد ومعالجة العقم في فرنسا البروفسور جمال الايوبي العضو في عدد من اللجان التي تعنى بشؤون الصحة في البرلمان الفرنسي.

 

الرئيس عون
ورد الرئيس عون معربا عن سعادته بالمؤتمر المنعقد في لبنان، معتبرا انه "كلما انفتحنا على العالم في القضايا العلمية، اكتسبنا خبرة من الآخرين واكتسب الآخرون خبرة منا، وهكذا تتقدم الانسانية، لأن الفكر ليس له حدود، وعندما ينتشر يكبر به العالم بأسره".
ولفت الرئيس عون الى التاريخ المشترك بين لبنان وفرنسا والذي يشمل من بين مكوناته، معالم علمية وانسانية كثيرة منها مستشفى اوتيل ديو، والجامعة اليسوعية التي تخرجت منها اجيال لبنانية متعاقبة.