<
10 October 2019
لا يدخل القول إنَّ في لبنان وضعاً اقتصادياً صعباً
لا يدخل القول إنَّ في لبنان وضعاً اقتصادياً صعباً في باب اكتشاف البارود، بل في إطار وصف الواقع، الذي قد يحتِّم الدعوة إلى لجنة الطوارئ التي أقرَّها اجتماع بعبدا في الثاني من أيلول الفائت، إذا لم يتم التوصل إلى حلول حول مشروع موازنة 2020 قبل الأسبوع المقبل، على ما أعلن رئيس مجلس النواب من بعبدا اليوم.

ولا يدخل في سياق اكتشاف البارود أيضاً القول إن تداعيات الأزمة السورية، ومنها ملف النازحين، هو أحد أبرز أسباب التراجع الاقتصادي، إلى جانب التراكمات الموروثة، جراء سياسات فاشلة منذ ثلاثة عقود وأكثر.

غير أنَّ من أبرز المفارقات في لبنان 2019، أن الجميع يقرُّ بالأزمة، ويدرك أسبابها، غير أنَّ هذا الجميع هو ذاتُه يعطِّل كلَّ الحلول، لغاية في نفس معرقل.

فما الضير مثلاً إذا اتخذت حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية، تحقيقاً لمصلحة لبنان العليا اقتصادياً، وبعيداً من أي خلفية سياسية، قراراً يقضي بتكليف أحد الموفدين بزيارة سوريا، على ما طرح وزير الخارجية اليوم، للبحث رسمياً في ملفي النازحين والمعابر، اللذين يجمع السياسيون والخبراء المحليون والإقليميون والدوليون، وتؤكد المؤسسات والدراسات والأرقام، أنهما من أبرز الأثقال التي يحملها اقتصادنا اليوم؟

وهل يكفي في لبنان 2019، تكرار ذرائع ما بعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، لتبرير عدم التحرك "لفك الخنقة" الاقتصادية عن لبنان، بتحسين ظروف التصدير الى العراق والاردن والخليج عبر سوريا، وتخفيف الرسوم على الشاحنات على معبر البوكمال على سبيل المثال، لفتح سوق كبير كالعراق؟

وماذا يقدم أو يؤخر موقف كذاك الذي طرحه وزير القوات كميل ابو سليمان، الذي قال: "خلي الوزراء اللي بيطلعوا على سوريا هني يعطوا مواقفن، ونحنا منبقى على الحياد لنضل حاسبين خط الرجعة"؟ فعن أي خط يتحدث؟ وعن أي رجعة؟ من أين؟ وإلى أين؟ 

 
وعلى خط آخر، كما كان متوقعاً، ترجم الهجوم التركي على اكراد سوريا هجوماً من بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر، حيث انبرى وزير الاشتراكي وائل بو فاعور الى مهاجمة موقف لبنان الرسمي، معتبراً أنه خروج على النأي بالنفس، فرد الوزير المعني جبران باسيل بالتشديد على أن لبنان يدين هجوما من دولة غير عربية على دولة عربية، واعتبر ان من يتكلم بهذا المنطق يبدو كأنه مع الهجوم التركي... وفي ضوء الإجماع اللبناني والعربي على الادانة، الا يكون الموقف اللبناني تعبيراً عن النأي بالنفس؟ سأل باسيل... وأضاف: هل لأحد رأي آخر؟ هنا، ساد الصمت، وغاب الجواب... فانتهى النقاش عند هذا الحد.
OTV