<
14 August 2019
فخامة الرئيس في الشوف (حبيب البستاني المكتب الإعلامي لنائب الشوف البروفسور فريد البستاني)
يتخذ انتقال فخامة رئيس الجمهورية إلى مقر الرئاسة  الصيفي في بيت الدين هذه السنة  بعداً وطنياً كبيراً، فهو يشكل فعل إيمان بلبنان الواحد الموحد، وترجمة عملية لمعاني العيش الواحد الذي يؤمن به فخامته، ويعطي جرعة تفاؤل ليس فقط للعائدين إلى قراهم وبلداتهم إنما أيضاً لسكان الشوف والجبل كل الجبل. 
 
ويأتي هذ الانتقال غداة لقاء المصالحة والمصارحة الذي عقد في قصر بعبدا برعاية فخامة الرئيس ومشاركة دولة رئيس المجلس ودولة رئيس الحكومة ومعالي الوزير وليد جنيلاط وعطوفة الأمير طلال أرسلان، وإذا كان هذا اللقاء قد أرسى منطق المصالحة والمصارحة على ما عداها فإن وجود فخامة الرئيس في الجبل يعطي لهذه المصالحة زخماً وقيمة ستنعكس مزيداً من الاستقرار والطمأنينة وازدهاراً للحركة السياحية التي تشكل حجر الزاوية في حركة الجبل الاقتصادية.
 
فأبناء الشوف والجبل هم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى دوران العجلة الاقتصادية التي تساهم مساهمة كبيرة في تجذيرهم في أرضهم، وإن وجود فخامة الرئيس في ربوعهم سيشكل حافزاً كبيراً لهم للعب دورهم في بناء الجبل والتفاعل الإيجابي بين جميع مكوناته، فالطمانينة والاكتفاء الاقتصادي  ينميان منطق التفاعل والحوار على أسس سليمة ومن ضمن اجواء مريحة، وكما أن " القلة تولد النقار " فالبحبوحة تولد التفاهم والوئام.
 
حسناً يفعل فخامته بالانتقال إلى المقر الصيفي، ولا عجب ففخامته كان وما زال من رواد المنادين بمنطق التفاعل والحوار والعيش الواحد ليس فقط، بل من أول المنادين بالإنماء المتوازن لكل ارجاء الوطن ومناطقه ومن المطالبين بالعدالة الاجتماعية، ولطالما آمن فخامته بأهمية الشوف والجبل في إرساء السلم الأهلي والطمأنينة في كل لبنان. 
 
ومن المعلوم أن فخامته قد قام بكل ما يلزم لتامين عدد كبير من مشاريع البنى التحتية من طرقات ومحطات صرف صحي وسدود وقنوات ري وشبكات كهرباء وتكنولوجيا الاتصالات. كذلك ومن ضمن اهتمام فخامته بالقطاع الصحي فهو من أول الداعمين لاستكمال وتجهيز مستشفى دير القمر الحكومي لكي يقوم هذا المستشفى بلعب دوره في تلبية ليس فقط حاجات الشوف الاستشفائية وإنما ليلعب دوره في التفاعل الحضاري والإنساني بين كل ابناء الشوف.
 
ولعل ما هو أبعد من الإنجازات والمشاريع التنموية التي تشكل حاجة ملحة لأبناء الشوف، فلقد استطاع فخامته بما أوتي من حكمة وبعد نظر من ترسيخ التنوع والتعددية التي تميز أبناء الشوف في الحياة السياسية الشوفية واللبنانية، فشكل المجلس النيابي وبفضل القانون الانتخابي الذي نادى به فخامته، ملتقى كل التيارات المتواجدة ليس في الشوف وحسب بل وفي كل الجبل. 
من هنا فإننا كلبنانيين أولاً وشوفيين ثانياً نرحب بفخامته في ربوع منطقتنا العزيزة المضيافة، وفي ربوع قصر بيت الدين الشاهد الأكبر على العراقة والأصالة التاريخية والذي سيزداد غنى وعظمة لقدوم قامة كبيرة من قامات لبنان لتمضية فترة من الوقت بين أرجائه كدليل ساطع لتواصل الحكم الوطني من زمن الإمارة إلى عهد الجمهورية.