<
21 July 2019
ليس المطلوُب من اللبنانييَن اليوم ان يتصّرفوا كالُنعامة ..

ليس المطلوُب من اللبنانييَن اليوم ان يتصّرفوا كالُنعامة، بأْن َيدُفنوا رؤوَسهم في الرمال، كي َيهِربوا من مواجهة الحقيقة، بل ان يواجهوا الحقيقة كما هي...

 

ليس المطلوب ألّا يعرفوا اّن الوضَع الاقتصادي دقيق واّن الشأَن المالي

 

َيتطّلُب عنايًة، بل ان يتعاملوا مع الواقع بتواُزن. ففي مقابل السلبيات، الايجابياُت اكثر من ان ُتحصى او ُتعد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المؤِّهلات التي يتمتع بها لبنان واللبنانيون على مختلف المستويات، الى جانب الثروات الواعدة، والخطوات المتَخذة اخيرًا.

 

وها هو المديُر الاقيلمي للبنان والشرق الأوسط في البنك الدولي يؤكد اليوم أنّ "لبنان أقّر موازنًة تهِدُف الى تحقيِق تخفيضاٍت مالية معِّبرة في العجِز والإنفاق، والانخراط في حواٍر وطنٍي كامل بين الحكومة والبرلمان". واعتبر أنّ اقراَر الموازنة "خطوٌة اولى جيدة"، قائلاً: "المناقشاُت الواسعة، الفريدة من نوِعها في المنطقة، مرَحٌب بها". علمًا اّن هذا التصريُح ُيضاُف الى عشرات التطمينات الَمحلية والاقليمية والدولية الى متانِة الوضع الَمصرفي وَملاءِة الخزينة، وبيَنها في الايام الاخيرة، ما صدر عن مؤسسة fitch ورئيس جمعية المصارف ورئيس لجنة المال والموازنة...

 

كذلك، ليس المطلوب من اللبنانيين ان ُيخفوا استياَءهم من بعض النواب، الذين استثمروا النقَل المباِشر خلال الايام الفائتة، لَيكيلوا الِهجاء للموازنة. اما عند التصويت، فعنترياُت النهار، َمَحْتها ساعاُت الليل.. بل المطلوب من الجميع ان ُيعّدوا الُعّدة ليضغطوا على القوى السياسية لتتنازَل عن امتيازاِتها وَمحمياتها في الموازنة المقبلة، ولمحاسبة الطبقة السياسية اذا قّصرت في الانتخابات الآتية...

 

وعلى خٍط آخر، غير منفصل عن وضع الاقتصاد والمال، ليس المطلوب ان َيُغَّض اللبنانيوَن النظر عن ازمِة نزوٍح حُّلها بعيد، وكارثِة لجوٍء عادت لُتِطَّل برأسها من جديد.. بل المطلوب من الَمعنيين ان ُيقّروا حكوميًا الخطَة المنتَظرة لمعالجة كارثة النزوح، وان يتعاملوا مع الوضع الفلسطيني المستِجد بناًء على منطق القانون، لا على منطق التراُجع وعادة التنازل ومقولة "الانسحاب التكتيكي"...

 

ومع ان الحكومة ضرورة، ليس المطلوب ابدًا اليوم ألا يسأَل الناس كيف

 

َتحَّول الجلاد الى ضحية، والضحية الى جّلاد، بل ان يسألوا بإصراٍر لماذا َقطُع اوصاِل الوطن مسموح، واقتطاُع المناطق والأحياء والزواريب مقبول...

OTV News