<
12 July 2019
عظام جمجمة في اليونان قد تعيد كتابة التاريخ

تعتبر العظام، المكتشفة في أحد الكهوف، هي أقدم الحفائر البشرية التي تم اكتشافها حديثاً في أوروبا. وهي تشير إلى أن البشر القدامى شرعوا في مغادرة أفريقيا في وقت أبكر مما كان معتقداً.


ولقد أعيد بناء الجمجمة «أبيديما 2»، التي تبين أنها تعود للإنسان الأول. وتعد الجمجمة الجزئية «أبيديما 1» أكبر سناً وأقدم عمراً من نظيرتها، التي يفترض أيضاً أنها للإنسان القديم، غير أن العلماء يقولون الآن إنها تنتمي إلى فئة الإنسان الحديث.


وقال العلماء إنهم عثروا على جزء من جمجمة بشرية في سطح أحد الكهوف في جنوب اليونان، ما يعد أقدم حفرية من البشر العاقلين، يتم اكتشافها في أوروبا حتى الآن.


وحتى الآن، كانت أقدم حفائر لبقايا الإنسان الحديث المكتشفة في القارة تعود إلى أقل من 45 ألف عام. ويرجع تاريخ الجمجمة الجزئية المكتشفة في اليونان إلى 4 أضعاف هذا الرقم، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من 210 آلاف عام، كما أفاد الباحثون في مجلة «نيتشر».


ومن المرجح للاكتشاف الأخير أن يعيد صياغة قصة انتشار البشر في أوروبا، وربما يؤدي إلى مراجعة النظريات المعنية بتاريخ الجنس البشري بأسره.
يقول العلماء إن الإنسان العاقل قد بدأ في أفريقيا قبل نحو 300 ألف عام. وتعزز الحفريات الجديدة وجهات النظر الناشئة التي تقول إن الجنس البشري قد شرع في الهجرة من أفريقيا عبر عدة موجات، بداية من أوقات مبكرة، وفقاً لتاريخنا المعروف.


لكن موجات المهاجرين الأوائل قد تلاشت بالكامل. وجميع سلالات البشر الذين ينحدرون من أصول أفريقية اليوم جاءوا عبر موجات الهجرة المتأخرة، أي منذ نحو 70 ألف سنة فحسب.


وقالت كاترينا هارفاتي، المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة، إنه من المستحيل تحديد المدة الحقيقية التي عاشها الأوروبيون الأوائل في القارة، أو الوقوف على أسباب اختفائهم منها. وكانت أولى الجماجم ظهوراً في عام 1978، عندما اكتشف علماء الإنسانيات من كلية الطب بجامعة أثينا كهفاً يسمى كهف «أبيديما» في شبه جزيرة بيلوبونيز في جنوب اليونان؛ حيث عثروا على بقايا من زوج من الجماجم في سقف الكهف المذكور. وتمكن الباحثون من تحرير صخرة كبيرة تضم الحفريات، ثم عملوا عليها لسنوات، في محاولات استخراج العظام منها. وإحدى الحفريات أطلق عليها اسم «أبيديما 1» وهي عبارة عن جزء من مؤخرة الجمجمة، والقطعة الثانية تسمى «أبيديما 2» وهي عبارة عن 66 شظية من وجه أحد الأشخاص. وأشارت دراسة أولية على «أبيديما 2» إلى أن البقايا يرجع عمرها إلى 160 ألف سنة، وبالتالي فمن المرجح أن «أبيديما 1» قد تحجرت في مكانها في الوقت نفسه تقريباً.

الشرق الأوسط