<
12 July 2019
الوزير جريصاتي ترأس اجتماعا حول إنشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في حضور سفراء دول عربية واجنبية وممثلي بعثات دبلوماسية : لا عوائق امام مبادرة الرئيس عون لإنشاء الاكاديمية

أكد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي أن المشروع الذي اطلقه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الامم المتحدة القاضي بإنشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان اصبح ملحّا في هذا التوقيت بالذات، حيث بلغ الصراع في العالم مستويات عالية جداً من العنف نتيجة الارهاب وعدم احترام الرأي الآخر وحق الاختلاف.


وشدد من ناحية ثانية على أن لبنان سائر في طريق إنشاء هذه الاكاديمية، مؤكداً عدم وجود أية عوائق في هذا الخصوص، متوقعاً اقرارها في الجمعية العامة للامم المتحدة خلال دورتها العادية القادمة او قبل انعقادها اذا امكن، حيث سيترأس رئيس الجمهورية وفد لبنان، ومن ثم يتبلغ هذا القرار من الجمعية العامة على ان تعتبر هذه الوثيقة من وثائق الامم المتحدة.


كلام الوزير جريصاتي جاء في اعقاب ترؤسه لاجتماع في قصر بعبدا حضره سفراء دول اجنبية وعربية وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في لبنان إضافة الى سفراء في وزارة الخارجية تم خلاله مناقشة الافكار والتحضيرات الجارية لانشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان ولحث الدول الصديقة على الاستمرار في دعم هذه المبادرة وفي توقيع الاتفاقيات بينها وبين لبنان في هذا المجال. وقد وضع الوزير جريصاتي المجتمعين في صورة التقدم الحاصل في هذا الخصوص وأجاب عن استيضاحاتهم واسئلتهم.
كما حضر الاجتماع المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وعدد من المستشارين.

 


الوزير جريصاتي
وبعد الاجتماع أدلى الوزير جريصاتي امام الصحافيين بالتصريح الآتي: "بتكليف من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تشرفت اليوم باستضافة ممثلي بعض الدول الصديقة في لبنان ورؤساء بعثاتها المعتمدين لمناقشة انشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار. هذا المشروع الذي اطلقه فخامة الرئيس في الامم المتحدة في مناسبتين شدد فيهما على أن دور لبنان الرسالة يقضي بأن تنشأ لديه مثل هذه الاكاديمية التي من شأنها تشجيع الحوار بين الاديان والثقافات والاثنيات. وهذا الامر اصبح ملحّاً لاسيما في هذه المنطقة من العالم حيث الصراع بلغ مستويات عالية جداً من العنف بحكم الارهاب، وبحكم عدم احترام الرأي الآخر وعدم احترام الاختلاف، والقضاء على ما يسمى الحريات العامة بما فيها حرية التعبير."
اضاف الوزير جريصاتي:"لقد اطلق فخامة الرئيس هذه المبادرة على أن يتم اقرارها في الجمعية العامة للامم المتحدة خلال دورتها العادية القادمة او قبل انعقادها اذا امكن، حيث سيترأس فخامة الرئيس وفد لبنان، ومن ثم يتبلغ هذا القرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، (اي قرار رعاية إنشاء هذه الاكاديمية في لبنان) واعتباره وثيقة من وثائق الامم المتحدة. إجتماع اليوم كان هدفه وضع ممثلي الدول الصديقة التي ستوقّع على الاتفاقيات المتعلقة بانشاء هذه الاكاديمية في صورة التقدم الحاصل في هذا الخصوص وفي صورة زيارتي الى باريس وتواصلي مع بعض السفراء الذين راسلوا رئاسة الجمهورية داعمين هذه الخطوة لاسيما عند اتخاذ هذا القرار من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة."


وتابع:" انتم تعرفون ان نبذ العنف هو من متطلبات المرحلة وأن لبنان اختبر التعايش بين الحضارات والاديان والثقافات، علماً أن هذا الاختبار لم يكن دائماً سعيداً، وقد مررنا جميعًا في ظروف صعبة وفي ظروف سعيدة، ولكن في كلا الحالتين كانت الكلمة الفصل للوحدة الوطنية، لأن العيش المشترك كما تسميه وثيقة الوفاق الوطني كان دائماً يتغلب على الصعاب والصراعات، وإن اتخذت هذه الصراعات طابعا من الحدة غير المسبوقة في بعض الحالات ووصلنا الى حافة حروب اهلية او حروب الآخرين على أرضنا وتمكّنا بفعل وحدتنا وبفعل هذا الوطن الرسالة وفق ما أسماه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، تمكّنا من استعادة العافية. وبالتالي هذا الدور التاريخي الذي يريده فخامة الرئيس للبنان هو دور لا يمكن إلا أن يرتكز على مثل هذه الاكاديمية التي هي جامعة للحوار وللتلاقي ولعقد المؤتمرات وللتقارب بين الثقافات والبلدان والاديان والاثنيات ولقبول الآخر."
وأوضح الوزير جريصاتي أن "الافكار والملفات كانت جاهزة وقد تقدمنا بها من الدول الصديقة التي سوف تعود الينا بتواقيعها او ببعض ملاحظاتها إن وجدت على مشاريع الاتفاقيات ونحن سائرون على طريق إنشاء الاكاديمية ومبادرة رئيس الجمهورية في هذا السياق هي مبادرة طيبة وإن دلت على شيء فهي تدل على هوية لبنان ودوره ورسالته في ارساء مثل هذه الثقافة، ثقافة السلام والحوار في هذه المنطقة من العالم لا بل في العالم أجمع."


ورداً على سؤال أشار الوزير جريصاتي الى أن "بعثة لبنان في الامم المتحدة تتواصل مع الدول، وتولينا من جهتنا الاتصال مع الدول الصديقة التي راسلتنا ودعمتنا ومنها دول اوروبية وافريقية وآسيوية وأميركية، وبالتالي اجتماعنا معهم اليوم هو لحث بعثاتهم الدبلوماسية في نيويورك على تبني مشروع القرار الذي انجز، والذي لم نوزعه بعد قبل عرضه على الجمعية العامة للامم المتحدة. وبعثتنا في نيويورك قامت بالعمل اللازم على صعيد تكثيف الجهود لاستجماع شروط الموافقة الجماعية وأكبر عدد من الاصوات في الجمعية العامة لتبني ورعاية انشاء هذه الاكاديمية."


ولفت الى أن الدول التي اجتمعنا مع ممثليها اليوم تمثل عيّنة من الاجوبة التي وصلتنا خطياً وهناك أجوبة أخرى وصلتنا شفهياً تعبّر عن الدعم الكامل لمبادرة فخامة الرئيس ولذلك بادرنا بطلب من فخامته الى عقد الاجتماع في القصر الجمهوري لبعثات هذه الدول اولاً لشكرها وثانياً لحثها على الاستمرار في دعم هذه المبادرة وفي توقيع هذه الاتفاقيات بين لبنان وبينها لانشاء الاكاديمية، مؤكداً عدم وجود اية عوائق في هذا المجال.
وشدد الوزير جريصاتي على أن هذه المبادرة تدل على شيء واحد في ظل هذه الظروف ان لبنان الموجود على تماس مع براكين المنطقة والحلول الآتية، والتي بدأت بوادرها بصفقات تسمى بصفقة القرن وغيرها وما قد يطرأ من تغيير حدود او ما شابه، دوره اليوم أكثر من اي وقت مضى هو رسالة للتلاقي والحوار، لأن الرئيس عون يعتبر أن التلاقي والحوار هما لازمتان للديموقراطية وللعيش السلمي، وهذه المبادرة تأتي في الوقت الأنسب في هذا التوقيت بالذات لإرسال مثل هذه الرسالة والتأكيد أن لبنان لا يحارب الارهاب فقط على الحدود الشرقية وعبر القضاء على الخلايا النائمة، وأنه ليس فقط ازمات اقتصادية ومعيشية واجتماعية بل هو بلد رسالة ابدي سرمدي، وأن الاكاديمية سوف تدل على هذا المنحى الوجودي للبنان".