A
+A
-البرهان أكد أمام كبار الضباط في أم درمان أن “الرباعية لا يمكن قبولها كوسطاء”، واعتبر تصريحات كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس بشأن وجود نفوذ لتنظيم الإخوان داخل الجيش "فزاعة موجهة لأطراف خارجية"، نافياً وجود التنظيم داخل المؤسسة العسكرية، ومتعهدا بمواصلة القتال حتى القضاء على قوات الدعم السريع.
في المقابل، أكد بولس لسكاي نيوز عربية أن واشنطن والرباعية الدولية تعتبر أي دور للإخوان أو رموز النظام السابق أو إيران خطا أحمر، مشيراً إلى أن "الحل يجب أن يكون سودانياً سودانياً".
موقف دعمه أيضاً القنصل المصري الأسبق في السودان حاتم بشات، الذي قال إن تنظيم الإخوان في السودان كان سبباً في كثير من المشكلات، مثمنا التحرك الأميركي لتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.
خالد عمر: خطاب البرهان نكسة وإرضاء للحركة الإسلامية
وفي تعليقه على خطاب البرهان، قال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف صمود خالد عمر، إن الخطاب "لم يكن مفاجئاً"، لأن البرهان وفق وصفه: "حينما كان هناك خياران، خيار غالبية الشعب أو خيار الحركة الإسلامية، كان ينحاز لخيارات الحركة الإسلامية"، مشيراً إلى دوره في "فضل اعتصام القيادة العامة" وفي "انقلاب 25 أكتوبر".
ويرى عمر أن رفض الوساطة جاء "عقب التأييد الواسع الذي وجدته الرباعية من مختلف الأطياف السودانية"، في وقت ارتفعت فيه رغبة السودانيين للوصول إلى السلام، مضيفا أن الخطاب "يمثل نكسة في طريق الوصول إلى السلام وإطالة لأمد النزاع”، وأنه لا يعبر عن آمال الشعب “بل عن أقلية الحركة الإسلامية الإرهابية".
وأوضح عمر أن خارطة الطريق الرباعية –الصادرة في 12 سبتمبر– وجدت "توافقاً داخلياً وخارجيا"، وأن القوات المسلحة نفسها "تعاطت معها إيجابا"، حيث ذهب قائد الجيش إلى سويسرا والتقى مسعد بولس.
كما أيدت قوات الدعم السريع والمكونات المدنية المبادرة، مما جعلها "الطريقة الأفضل والأقصر لإنهاء الحرب في السودان".
وأضاف أن الجهة الوحيدة التي رفضت خارطة الطريق هي الحركة الإسلامية عبر بيانين معلومين، وأن تصريحات البرهان نابعة من تمسكه بالسلطة ومن سعيه لإرضاء الحركة الإسلامية، موضحا أن “محددات السلام لديه هي بقاؤه في السلطة وإرضاء الحركة الإسلامية.
نفوذ الإسلاميين داخل الجيش.. بين النفي والإثبات
وعلق عمر على نفي البرهان لوجود الإخوان داخل المؤسسة العسكرية قائلا إن ذلك "كمن يحاول أن ينكر أن الشمس تشرق من الشرق"، مشيراً إلى أن رموزا إسلامية ظهرت في الصف الأول خلال خطابات البرهان، وأن الأخير "اعترف أكثر من مرة بوجود الإسلاميين داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية".
وذكّر بأن عراب الحركة الإسلامية حسن الترابي قال إن الحركة كان لديها "150 ضابطاً داخل القوات المسلحة" قبل انقلاب 1989، وأن سياسة التمكين خلال 30 عاماً جعلت دخول الجيش حكراً على الموالين.
وأشار عمر إلى أن البرهان نفسه "وعد مسعد بولس باتخاذ إجراءات ضد الإسلاميين"، وأنه بعد عودته من سويسرا "أصدر قرارات بإحالة رموز واضحة من الإسلاميين".
الرفض العسكري لخارطة الطريق.. تفضيل السلطة على الدولة؟
وختم عمر بأن خارطة الطريق تنص على "هدنة إنسانية، ووقف إطلاق النار، والوصول إلى جيش واحد مهني، وخروج المؤسسة العسكرية من السياسة، وعدم عودة الإخوان إلى السلطة".
وأكد أن "الموقف الطبيعي للقوات المسلحة هو قبول خارطة الطريق”، لكن “بعض القيادات تفضل البقاء في السلطة على بقاء الدولة نفسها".
