أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصا في أنحاء مدينة غزة، في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل هجومها هناك وتحث الفلسطينيين على الإجلاء، حسبما أفاد طاقم طبي يوم السبت.
وكان من بين القتلى 12 طفلا، وفقا لمشرحة مستشفى الشفاء، حيث تم نقل الجثث.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم السبت إن 7 أشخاص من بينهم أطفال ماتوا نتيجة لأسباب مرتبطة بسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما رفع عدد القتلى إلى 420، بمن فيهم 145 طفلا، منذ بداية الحرب.
وكثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة غاراتها على مدينة غزة، ودمرت العديد من المباني الشاهقة واتهمت حماس بوضع معدات مراقبة فيها.
وزعم الجيش الإسرائيلي أمس السبت إنه استهدف برجا سكنيا خر تستخدمه حماس في منطقة مدينة غزة. وأمر السكان بالمغادرة، في إطار هجوم يهدف إلى الاستيلاء على أكبر مدينة فلسطينية، يقول إنها آخر معقل لحماس.
ولا يزال مئات الآلاف من الفلسطينيين هناك، يعانون من ظروف المجاعة.
وقال مسؤولون صحيون إن إحدى الغارات التي وقعت خلال الليل وحتى صباح يوم أمس السبت أصابت منزلا في حي الشيخ رضوان، مما أسفر عن مقتل عائلة مكونة من 10 أفراد، بينهم أم وأطفالها الثلاثة.
وقال الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إن لاعبا في نادي الهلال الرياضي، محمد رامز سلطان، قتل في الغارات مع 14 فردا من عائلته.
وأظهرت الصور الغارات وهي تقصف المكان تبعها سحب من الدخان.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الأسئلة المتعلقة بالغارات.
بعض الفلسطينيين يغادرون مدينة غزة لكن الكثيرين عالقون
وفي أعقاب تصاعد الأعمال العدائية والدعوات لإخلاء المدينة، ارتفع عدد الأشخاص الذين يغادرون في الأسابيع الأخيرة، وفقا لعمال الإغاثة.
ومع ذلك، لا تزال العديد من العائلات عالقة بسبب تكلفة إيجاد وسائل النقل والسكن، بينما نزحت عائلات أخرى مرات عديدة ولا تريد الانتقال مرة أخرى، ولا تثق في أن أي مكان في القطاع من.
وفي رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس السبت، طلب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين المتبقين في مدينة غزة أن يغادروا "فورا" وأن ينتقلوا جنوبا إلى ما يسميه منطقة إنسانية.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي إن أكثر من ربع مليون شخص غادروا مدينة غزة - من ما يقدر بمليون شخص يعيشون في منطقة شمال غزة وحول المدينة.
لكن الأمم المتحدة قدرت عدد الأشخاص الذين غادروا بحوالي 100 ألف شخص بين منتصف أغسطس ومنتصف سبتمبر.
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن تهجير مئات الآلاف من الأشخاص سيزيد من الأزمة الإنسانية المروعة.
وذكرت مبادرة تقودها الأمم المتحدة لإحضار ملاجئ مؤقتة إلى غزة إن أكثر من 86 ألف خيمة ومستلزمات أخرى لا تزال تنتظر التصريح بالدخول إلى غزة اعتبارا من الأسبوع الماضي.