HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

انتخابات سوريا.. هل تنجح دمشق في كسر عقدتي الأكراد والدروز؟

1
SEPTEMBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

تدخل سوريا مرحلة حاسمة مع اقتراب موعد الانتخابات، في ظل مشهد داخلي مثقل بالأزمات والتوترات. وبينما تجهّز دمشق لاستحقاق انتخابي يُفترض أن يفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة، تظل الملفات العالقة في المناطق الكردية شمالاً والسويداء جنوباً أكبر التحديات التي تواجهها السلطة.

فالمشهد يوحي بأن الاقتراع لن يكون مجرد إجراء دستوري، بل اختبار حقيقي لقدرة الدولة على إدارة التنوع ومعالجة الانقسامات.

انتخابات بين الشكل القانوني والتحديات الواقعية

يشرح محلل الشؤون السورية في "سكاي نيوز عربية"، علي جمالو خلال حديثه إلى غرفة الأخبار آلية الانتخابات المقبلة، موضحًا أن الهيئة الناخبة ستقوم بانتخاب 140 عضوًا من أصل 210، فيما يعين الرئيس 70 عضوًا آخرين لاستكمال المجلس.

هذه الصيغة تبدو من حيث الشكل خطوة باتجاه إعادة تفعيل المؤسسات التشريعية، لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات عن مدى قدرتها على ضمان تمثيل حقيقي لمختلف المكونات.

 

ويرى جمالو أن "البلد لا يجب أن يتوقف"، وأنه رغم الأزمات في الرقة والحسكة والجنوب، فإن العملية السياسية ينبغي أن تتحرك. إلا أن تنظيم الانتخابات دون توافقات مسبقة يعكس، برأيه، استمرار الانقسامات الموجودة أصلاً، وهو ما يجعل نتائجها مرهونة بقدرة دمشق على استيعاب هذه التناقضات.

 

المشهد الكردي.. اتفاق العاشر من مارس المعلّق

 

من أبرز التحديات أمام دمشق يبقى الملف الكردي. فالاتفاق الذي جرى في 10 مارس بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ما يزال معلّقًا، وسط اتهامات متبادلة بإفشاله.

 

ويشير القائد العسكري الكردي سيبان حمو إلى أن دمشق لم تلتزم ببنوده، مؤكداً أن دمج "قسد" في الجيش السوري غير قابل للنقاش قبل تعديل القوانين.

 

لكن جمالو يقدّم قراءة مختلفة، إذ يعتبر أن الملف الكردي "في طريقه إلى الحل"، رغم التعقيدات الظاهرة. فالمفاوضات ـ برأيه ـ مستمرة خلف الأبواب المغلقة، والتصعيد الإعلامي لا يعدو أن يكون جزءًا من "مفاوضات خارج الطاولة"، حيث يرفع كل طرف سقف مطالبه قبل العودة إلى التفاهم.

 

ويؤكد جمالو أن الرعاية الدولية، وخاصة الأميركية، تدفع باتجاه التوصل إلى تسوية، مشيرا إلى دور المبعوث الأميركي توم باراك في متابعة تفاصيل هذا الملف، بما يشي بأن الحل قد يقترب أكثر مما يوحي به التصعيد الراهن.

السويداء.. العقدة الأكثر تعقيدًا

إذا كان الملف الكردي قابلًا للحل وفق جمالو، فإن المشهد في السويداء يبدو أكثر تعقيدًا. فالأحداث الأخيرة في الجنوب تركت، كما يقول، "جرحًا عميقًا في الجسم السوري كله"، ولا يمكن تجاوزه بمجرد الوعود.

يصف جمالو، السويداء بأنها جزء أصيل من الهوية الوطنية السورية، مؤكدًا أنها لطالما شكّلت رافعة للعمل الوطني.

ويشدد على أن النزعة الانفصالية هناك ليست سوى خيار أقلية محدودة، بينما الأغلبية مرتبطة بالدولة وبذاكرتها الوطنية. لكن ذلك لا يلغي ضرورة حوار عميق وصريح يأخذ بعين الاعتبار مظالم الناس ويعالجها بعدالة، بما يشمل الاعتراف بالأخطاء ومحاسبة المسؤولين عنها.

ويلفت جمالو إلى جذور الأزمة، مشيرا إلى نزاعات قديمة حول الأراضي في المعظمية والسومرية، والتي تحولت مع الزمن إلى وقود لأحداث دموية. ويعتبر أن معالجة هذا الملف تحتاج إلى مقاربة سياسية حقيقية تعطي الأولوية للحقوق، لا الاكتفاء بالحلول الأمنية أو المسكنات.

بين التصعيد والتهدئة.. مفاوضات غير معلنة

يرى جمالو أن المشهد السوري اليوم محكوم بلعبة شد وجذب. فالتصريحات النارية من القادة الأكراد، أو بعض الأصوات في السويداء، ليست سوى أوراق تفاوضية، فيما يجري التفاهم الفعلي بعيدًا عن الإعلام.

ويضيف أن الأطراف الدولية، وخاصة واشنطن، تدفع دمشق ومكونات الداخل إلى طاولة تسوية تدريجية، وهو ما يعكسه الحراك الدبلوماسي المتزايد في الأسابيع الأخيرة.

وبحسب جمالو، فإن منطق السياسة يفرض نفسه في النهاية، خاصة أن الأطراف الإقليمية والدولية لم تعد راغبة في ترك الساحة السورية مفتوحة على مزيد من الفوضى.

يتوقع جمالو أن تفرز الانتخابات برلمانًا جديدًا يفتح الباب أمام تشكيل حكومة جديدة. ويعتبر أن ذلك سيكون محطة أساسية لإدماج التوافقات مع الأكراد، وربما لتقديم مقاربة مختلفة لملف السويداء. فالحوار السياسي ـ كما يقول ـ لا يمكن أن يكتمل دون وجود حكومة "وازنة" قادرة على ترجمة هذه التفاهمات إلى خطوات عملية.

السؤال يبقى: هل تستطيع دمشق أن تتجاوز سياسة المعالجات الجزئية وتبني مشروعًا جامعًا يُنهي حالة الاستنزاف؟ أم أن الأزمة ستظل تتنقل بين الملفات، من الشرق إلى الجنوب، دون حل جذري؟

الانتخابات السورية المقبلة ليست مجرد محطة دستورية، بل امتحان سياسي واجتماعي لمستقبل البلاد. ففي الوقت الذي يبدو فيه الملف الكردي أقرب إلى الحل تحت ضغط الرعاة الدوليين، تبقى السويداء جرحًا مفتوحًا يحتاج إلى مصالحة عميقة تعالج جذور الأزمة.

نجاح دمشق في هذا الاستحقاق يتوقف على مدى قدرتها على الجمع بين التعددية القومية والطائفية في إطار وطني واحد، وتحويل الانتخابات من مناسبة شكلية إلى فرصة لاستعادة الثقة الداخلية. فإما أن تكون هذه الانتخابات بداية مسار جديد نحو إعادة بناء سوريا، أو تتحول إلى محطة أخرى تكشف عمق الانقسام.

Skynews
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING