A
+A
-عكس السير: فضيلة وهبي-
أصبحت التنشئة الدينية الرشيدة مسارًا بالغ التعقيد في ظل موجة التطرّف التي أثّرت في وعي بعض الأهل، واتسع أثرها حين انتقلت إلى الأطفال. الفيديو المتداول لطلاب يصفون شجرة الميلاد بوصفها رمزًا للكفر يكشف دلالة تربوية خطيرة، ويشير إلى خلل عميق في مساري التربية والتعليم. تحوّل الرمز الاحتفالي إلى أداة اتهام ديني يعبّر عن أزمة وعي حقيقية تحتاج إلى معالجة جادّة.المدرسة فضاء لتكوين القيم الإنسانية الجامعة، وبناء جيل يقدّر التنوّع ويفهم معنى الاختلاف، ويطوّر قدرة مبكرة على التفكير والتحليل. المؤلم أن تُغرس تصوّرات إقصائية في عقول غضة قبل اكتمال أدوات الفهم والنقد، فتتشكل رؤى مغلقة تعيق النمو الإنساني السليم.
الإسلام رسالة محبة وتسامح، وتجربة حضارية احتضنت التعدّد عبر تاريخها، وتواصل مدينة طرابلس أداء دورها بوصفها مدينة جامعة للتنوّع، وحاضنة للتلاقي الثقافي والديني.
