A
+A
-خاص tayyar.org-
تشير التحركات الأخيرة في القناة الإيرانية–السعودية، بالتوازي مع تواصل غير معلن مع الولايات المتحدة الأميركية، إلى وجود مساعي متكاملة لتقليص التوتر الإقليمي بما يشمل الملف اللبناني.
تسعى هذه الجهود إلى إدراج لبنان ضمن حزمة تفاهمات تهدف إلى خفض التصعيد وفتح أفق سياسي جديد، بعد سنوات من الجمود والشلل في المؤسسات والاقتصاد.
واشنطن، بحسب المصادر الدبلوماسية، ترى في أي مسار للتهدئة اللبنانية فرصة حيوية لتجنب انزلاق الوضع نحو فوضى أو صدام جنوبًا، مما يدفعها للبحث عن مقاربة تشمل الرياض وطهران في آن واحد، لإنتاج قواعد أمنية متفق عليها وتثبيت تفاهم سياسي داخلي يتيح إعادة إطلاق العجلة سياسياً واقتصادياً.
تبدو المملكة العربية السعودية جاهزة لاستعادة دور مؤثر شرط أن يتم ذلك عبر إعادة التوازن واستقرار المؤسسات، مع التركيز على إصلاحات دستورية وإعادة انتظام الدولة.
من جهتها، تبدي طهران مرونة براغماتية لتقليل التوتر جنوبًا، ما لم يمس مواقعها الاستراتيجية أو نفوذ حزب الله، على الرغم من تمسكها بعلاقاتها الإقليمية وحلفائها اللبنانيين.
لبنانياً، يُعَدّ هذا المسار فرصة نادرة للخروج من الجمود، لكن نجاحه مرتبط بقدرة القوى السياسية على استثمار التوافق الخارجي، دون السماح بتحويله إلى أداة لصراعات داخلية. تالياً، يقف البلد عند مفترق حساس: إمّا الاستفادة من التوافق الثلاثي، متى حصل، لإنتاج استقرار، أو البقاء في دائرة توتر مفتوحة بلا أفق سياسي واضح.
