HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

خطة شمالي الليطاني: احتواء السلاح أم احتدام الأزمة؟

10
DECEMBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

(المدن) 

يترقّب حزب الله نهاية الشهر الجاري، حيث الاستحقاق المرتبط بما بعد انتهاء خطة الجيش لحصرية السلاح جنوب الليطاني، والانتقال إلى شماله، وهي الخطوة المرتقبة أميركياً وإسرائيلياً، وينتظرها فريق في الداخل على اعتبار أنها القاضية على سلاح حزب الله.

خلال جلسة الحكومة الأخيرة، استفسر وزراء الكتائب والقوات اللبنانية عن التزام الجيش تنفيذ خطة حصرية السلاح شمالي الليطاني. فأجاب قائد الجيش بأن المسألة بالغة التعقيد ويلزمها إجماع. جواب لم يرضِ الثنائي المسيحي فحاولا النقاش، قبل أن يتدخل رئيس الجمهورية حاسماً: "كوني فتكوني".

في خطابه الأخير، أكّد نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم أن اتفاق وقف النار يتعلق بجنوب الليطاني حصراً، لعلمه بالصعوبات والضغوطات الآتية المتعلقة بتنفيذ خطة مماثلة شمال الليطاني. وبطبيعة الحال، فإن الحزب الذي كان متعاوناً جنوب الليطاني لن يمارس المرونة ذاتها شماله مهما كلّف الأمر ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي.

موقف تعاطى على أساسه حزب الله مع وساطات الوفود التي أودعته صيغاً للحل تلجم تصعيد إسرائيل، ولم يرَ فيها إلا المزيد من المكاسب لإسرائيل على حساب لبنان.

خلال زيارته الأخيرة، تعامل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي انطلاقاً من أن لبنان في موقف الضعيف الذي يمكن الضغط عليه، وخلّف انطباعاً بأنه كمن يريد البيع بثمن بخس ويمارس ضغوطاً بطرح مبادرة تقوم على ثلاث نقاط:

تلتزم المقاومة عدم القيام بأي عمل عسكري ضد إسرائيل.

تسليم السلاح من النهر إلى النهر (أي من جنوب الليطاني وصولاً إلى الأولي).

التعهد بتسليم السلاح بعد المفاوضات.

يقابل تحقيق كل ذلك، وقف إسرائيل عدوانها وإطلاق سراح الأسرى والانسحاب من النقاط التي تحتلها في جنوب لبنان. لم يجتمع وزير الخارجية مع حزب الله الذي اعتبر طرحه أسوأ من طرح رئيس المخابرات اللواء حسن رشاد الذي اقترح سحب السلاح من جنوب الليطاني ووقف الأعمال العسكرية ضد إسرائيل ثم الشروع بعدها بالمفاوضات. طروحات فحواها المزيد من التنازلات مقابل خطوات غير مضمونة التطبيق. رفض حزب الله السياق التهويلي للمبادرة المصرية لكنه أبقى الباب موارباً على العلاقة مع المصريين، بدليل الزيارة القريبة لوفد حزب الله إلى مصر.


أزمة شمالي الليطاني

يؤشّر موقف حزب الله إلى وجود أزمة في طريقها إلى التفاقم على خلفية سحب السلاح من شمالي الليطاني. الجميع متهيّب من الخطوة "التصادمية" ويسعى لتلافيها، وهذا ما يُستشف من الموقف الأخير للموفد الأميركي توم باراك الذي قال إن الهدف ليس نزع سلاح حزب الله بقدر ما المهم أن يكون تحت سيطرة الدولة.

وقبل أيام، تمظهر المناخ الجديد الذي عبّر عنه رئيس الحكومة نواف سلام حول جنوب الليطاني وشماله. فقال إن الاتفاق تم على حصرية السلاح في جنوب الليطاني واحتوائه في الشمال، تلاقى مع موقف رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي يعتبر أن الموضوع يحتاج لمزيد من الوقت كما عبّر في جلسة الحكومة، ومع موقف قائد الجيش رودولف هيكل الذي يرى أن مهمته يصعب تحديد جدول زمني لإنجازها لاعتبارات عدة.

لمس الحزب تبدّلاً في اللهجة الأميركية، وتوافرت لديه مجموعة إشارات بمعزل عن توم باراك ودوره في الملف اللبناني وتأثيره، فهو قال في الدوحة موقفاً يعبر عن مقاربة تتعلق بمعرفة الأميركيين لطبيعة موازين القوى الموجودة والتي لا تسمح باندفاعة باتجاه شمال الليطاني كما حصل في جنوبه.

يلاحظ حزب الله أن المصطلحات المستخدمة أصبحت أقل من كلمة "نزع السلاح" وهذه وردت على لسان مسؤولين لبنانيين وأميركيين. فهل يعني ذلك أن من يتولى إدارة الملف يدرك أنه وصل إلى مكان أن أي خطوة غير محسوبة يمكن أن تؤدي إلى صدام في مواجهة موقف حاسم للحزب يرفض أي نقاش في ظل استمرار العدوان؟ وهل ما نشهده هو نوع من المرونة أو التغيير في الخطاب الأميركي والانتقال إلى استخدام مصطلحات مثل تعطيل دور السلاح أو تجميده، بمعنى أنها مرحلة ما يسمى بـاحتواء السلاح؟

يعتبر حزب الله أن جنوب النهر متفق عليه بين كل الأطراف، أما المرحلة الثانية أي شمالي الليطاني فهي بدأت تقترب من الخط الأحمر، حيث الموقف الحاسم باعتبار أن الاتفاق لتطبيق القرار 1701 محصور بجنوب الليطاني، أما ما له علاقة بالشمال فمرتبط باستراتيجية الأمن الوطني وخارجها لا نقاش.

وما حصل من أحداث أمس الأول استولد سؤالاً جديداً لديه: هل يمكن مناقشة هذا الأمر في ظل انكفاء المجتمع الدولي عن معالجة النزوح السوري في لبنان الذي قام بحركة خارج أي سياق مرتبط بظروف إنسانية أو بما له علاقة بشؤون لبنانية داخلية؟ فهذا النوع من استعراض القوة، لا سيما في بيروت، استولد إشارات سلبية كبيرة وهواجس، والأكثر من ذلك الصمت المطبق "لأدعياء السيادة"حيال الحادثة التي إذا ربطناها بكلام توم باراك عن بلاد الشام وعن السياحة على شواطئنا فإن حادثة البارحة لا يمكن عزلها عن هذا المناخ.


رفض الانسحاب وتسليم الصواريخ

سبق أن رفض حزب الله اقتراحاً بالانسحاب إلى عمق خمسة كيلومترات شمالي الليطاني، وهو ما يعني قضماً لمساحات جغرافية واسعة فاصلة عن الحدود مع فلسطين، ما يعزز احتمال تمديد الاحتلال حتى الأولي. اقتراح ثانٍ رفضه وهو تسليم السلاح الثقيل الذي لم يعد ممكناً أن يستخدمه.

حزب الله، وعشية انتهاء خطة الجيش جنوب الليطاني، يعتبر أنه قدّم خطوة وكان متعاوناً، وإذا كان لبنان أدخل مدنياً على الميكانيزم لإبعاد شبح الحرب، فإن ما يتخوّف منه حزب الله وما يتلمّسه هو وجود اتجاه لاتفاق جديد مختلف عن اتفاق وقف النار. أحد المحاذير التي تدفعه لموقف حاسم  من عدم مشاركة أي شخصية سياسية أو دبلوماسية في الميكانيزم هو الخشية من وجود اتجاه إلى تجاوز اتفاق وقف النار باتجاه اتفاق جديد بينما المطلوب تنفيذ الاتفاق القائم.

السلاح شمال الليطاني بداية أزمة جديدة وتهديد إسرائيلي جديد لا يسقطه حزب الله من الحسبان. بالمقابل، الأبواب ليست موصدة على المقترحات التي لا يزال يتلقّاها الحزب ويستمهل لدراستها. ومن تركيا إلى مصر سباق محموم بين ضغوط إسرائيلية متواصلة، والتسوية التي يمكن تعقّب أثرها من عمّان، والتواصل والحوار الإيراني-السعودي أو بين سطور اتفاق بكين المبرم بين الرياض وطهران في عام 2023 والذي وُضع حيّز التنفيذ بين البلدين.

  
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING