A
+A
-خاص tayyar.org -
يشكّل النقاش حول القوة الدولية البديلة لليونيفيل محطة أساسية في مسار إعادة ضبط الجنوب، خصوصًا بعد التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وحزب الله. فالحكومة اللبنانية تواجه معادلة دقيقة: منع أي فراغ أمني قد تستغله إسرائيل، وفي الوقت نفسه تجنّب قوة دولية جديدة قد تتحوّل إلى عنصر احتكاك مع الواقع السياسي والعسكري القائم منذ سنة 2006.
تقدّم فرنسا وبريطانيا نفسيهما كمرشّحين لقيادة المرحلة المقبلة، في محاولة لاستعادة دور أوروبي تراجع في السنوات الأخيرة. إذ ترى فرنسا في ذلك فرصة لإحياء نفوذها التقليدي شرق المتوسّط، بينما تسعى بريطانيا إلى تأكيد حضور عسكري بعد مرحلة ما بعد “بريكست”. في المقابل، يطرح الإصرار الإسرائيلي على انضمام قوات أميركية مسارًا مختلفًا تمامًا، لأن إشراك واشنطن عسكريًا يعني إدخال جهة أكثر تشدّدًا، وفرض مقاربة أكثر صرامة تجاه نشاط حزب الله وملف الصواريخ الدقيقة.
يعكس تأخر الحسم حتى الآن صراعًا بين مقاربتين: إحداهما أوروبية تدعو إلى استمرار التوازن التقليدي، وأخرى أميركية – إسرائيلية تسعى إلى تعديل قواعد الاشتباك. أما السيناريو المتداول حول قوة متعددة الجنسيات على نموذج الإندوف، فيطرح تساؤلات جدية حول إمكان تطبيق نموذج هادئ على منطقة شديدة التعقيد. وهكذا يتحوّل النقاش إلى جزء من رسم المشهد الأمني والسياسي الجديد للحدود الجنوبية.
