بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:
على المستوى الميداني، يبدو جلياً التراجع الملحوظ في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضدّ المناطق اللبنانية عمّا كانت عليه في الأيام الأخيرة، إلّا أنّ القراءات تتفق على أنّه أمر لا يبدو ثابتاً، إذ ليس ما يضمَن عدم تجدُّدها بوتيرة عنيفة، طالما لا يوجد رادع جدّي للإعتداءات الإسرائيلية حتى الآن.
وإذا كان ثمة من ردّ هذا التراجع إلى عامل الطقس والمناخ الشتوي الذي يصعّب مهام «المسيّرات القناصة»، إلّا أنّ مصدراً سياسياً مسؤولاً أكّد لـ«الجمهورية»، وجود ما سمّاها همسات ديبلوماسية تجزم برفض أميركي لتصاعد الأمور نحو تدهور يُخشى أن يتدحرج بسرعة ككرة نار، مقرون بضغط في هذا الاتجاه، لتحقيق أمرَين:
الأول، إضفاء فعالية ملحوظة لمهمّة لجنة «الميكانيزم» بصورتها الجديدة التي رسمتها واشنطن بإشراك مدنيِّين فيها.
الثاني، توفير معبر آمن للجنة في مهمّتها الجديدة بعيداً من التوتير المعرقل لها، ذلك أنّ أي توتير قد يحصل على شاكلة الإعتداءات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت عدداً من القرى والبلدات اللبنانية غداة الإجتماع الأول للجنة بتشكيلتها الجديدة، لا يخدم تلك المهمّة، بوصفها فرصة لما يصفه الأميركيّون بـ»حوار مدني مستدام إلى جانب الحوار العسكري، تهدف إلى تحقيق الأمن والإستقرار والسلام لجميع المجتمعات المتضرّرة من النزاع»، بل يُصعّبها، ويصبّ في الوقت عينه في مصلحة المشكّكين باللجنة، ويزيد من تصلّب «حزب الله».
