ذكر موقع "ارم نيوز"، أنّ الساحل اللبناني من بيروت حتى الناقورة يشهد منذ 10 أيام حالة من التشويش على أنظمة الاتصالات الخلوية والرادارات العسكرية والمدنية، بالتزامن مع تحليق يومي مكثف لطائرة الاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية "نحشون شافيت 684" فوق البحر المتوسط.
وبحسب مراقبين، يأتي هذا النشاط غير المسبوق في ظل تصاعد التوقعات بشنّ إسرائيل حربًا برية ضد لبنان، بذريعة تدمير ما تبقى من السلاح الثقيل في حوزة "حزب الله".
وطائرة "نحشون" من طراز G550 "جلف ستريم"، تابعة لسرب 122 في قاعدة نيفاتيم، تنفذ منذ 22 تشرين الثاني الماضي رحلات يومية تتراوح بين 8 و11 ساعة.
وتُحلّق الطائرة في دوائر منتظمة على ارتفاع 40 ألف قدم، مع تركيز مسارها على الشريط الساحلي من بيروت جنوبًا حتى الناقورة على الحدود.
وقالت مصادر عسكرية لبنانية إن الطائرة تتولى تنفيذ عمليات تشويش على ترددات الجيل الرابع والخامس في كافة المناطق الساحلية، وتعطيل رادارات الدفاع الجوي اللبناني في أكثر من سبعة مواقع، بالإضافة إلى قطع الاتصال بين القواعد البحرية اللبنانية لساعات متواصلة يومياً.
ووصفت المصادر العسكرية الوضع الحالي في لبنان بأنه حرب إلكترونية مفتوحة، تشنها الطائرات الاستخبارية الإسرائيلية والأميركية التي لا تفارق أجواء الساحل اللبناني.
وأكدت المصادر أن هذا النوع من الطائرات لا يقتصر على التصوير فقط، بل يسجل كل إشارة هاتف، واتصال عسكري، وأي إشارات للرادارات، ويقوم بالتشويش عليها في الوقت عينه، مما يعني تعطيل كل قدرات الجيش و"حزب الله" عن الرصد.
ويأتي النشاط الكبير لطائرات الاستخبارات الإسرائيلية بالتنسيق مع الجانب الأميركي، حيث رُصد تحليق متواصل لطائرات P-8A Poseidon الاستخبارية الأميركية لتنفيذ عمليات رصد وجمع معلومات فوق الساحل اللبناني خلال الأيام الأخيرة.
وتؤكد المصادر أن الهدف الأساسي للنشاط المكثف لطائرات الاستخبارات الإسرائيلية هو تحديث قاعدة بيانات كاملة لكل مصادر الإشارات في لبنان، بما يشمل قيادات حزب الله، مخازن أسلحة، أنفاق، ومراكز اتصال.
كما تهدف إلى إضعاف قدرة الحزب على التنسيق السريع في حال اندلاع أي مواجهة، واختبار قدرة الدفاع الجوي اللبناني على الرد على التشويش الإلكتروني المتقدم.
وأشارت المصادر إلى أن الطائرات الإسرائيلية تعمل على إعادة رسم الخريطة الاستخباراتية للبنان يومياً، ووصفت هذه العمليات بأنها "عدوان إلكتروني يومي ينتهك السيادة اللبنانية ويهدد الهدنة دون أي رد فعلي من الأمم المتحدة أو الدول الراعية".
وكان المواطنون في المناطق الساحلية اللبنانية قد اشتكوا من انقطاع الإنترنت والمكالمات لساعات يوميا نتيجة عمليات التشويش التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية منذ نحو عشرة أيام.
(ارم نيوز)
