كتبت القاضية غادة عون عبر اكس:
إنّ استضافة رياض سلامة، المتهم باختلاس الأموال العامة، وتزوير ميزانيات مصرف لبنان، وقيادة واحدة من أكبر المخططات الاحتيالية المالية (Ponzi Scheme) في تاريخ لبنان، تطرح علامة استفهام كبيرة حول معايير المسؤولية الإعلامية.
هذا الشخص الذي أغدق أموال المودعين على سياسيين وشبكات نفوذ، وصرفها على مصالح شخصية وأفراد مقرّبين منه، هو نفسه الملاحَق بمذكرات توقيف دولية من الإنتربول، والمستهدف بعدة دعاوى جنائية داخل لبنان. ورغم كل ذلك، يعود اليوم إلى الإعلام ليروي روايات جديدة مليئة بالتضليل وكأن الشعب لا يعرف الحقيقة.
إنّ إعطائه منصة إعلامية في هذا الظرف بالذات يشكّل إهانة لضحايا الانهيار المالي وللشعب اللبناني الذي دُمّرت مدخراته، ونُهبت حقوقه، ولا يزال ينتظر العدالة.
والأشدّ مرارة أنّه في بلد يعاني من انهيار شامل، تم إخلاء سبيل متهم بهذا الحجم من قبل القضاء اللبناني بتواطؤ واضح لتجنيبه المحاكمة العدالة التي ستمهد لكشف كل الحقائق . فبدل أن يكون مكانه أمام القضاء، يُسمح له بتوجيه رسائل إعلامية تُستخدم لطمس المسؤوليات.
إنّ ما يجري هو قمّة الإضرار بالعدالة وبمشاعر الناس.
فالحديث عن “وجهة نظر” متهم بمثل هذه الملفات ليس خدمة للحقيقة، بل تبييض لصورة من تسبب بكارثة وطنية، ومحاولة لإعادة كتابة الأحداث على حساب الواقع والوقائع.
