الديار: جهاد نافع-
رحلة العودة الى سوريا جارية على قدم وساق، ويتولى الامن العام اللبناني تنظيم هذه الرحلات بتنظيم فائق الدقة والانضباطية، مع توفير كل اللوازم والمتطلبات الانسانية للنازحين.
فقد انتهت المرحلة العاشرة من العودة المنظمة الطوعية للنازحين السوريين من لبنان الى سوريا، في اطار خطة الحكومة اللبنانية، وبالتعاون مع منظمة UNHCR وIOM والصليب الأحمر اللبناني ومنظمات إنسانية.
العائلات التي قررت العودة الى بلادها، ابدت امتنانها للامن العام اللبناني والسلطات اللبنانية كافة، وللاهالي في عكار والشمال الذين احتضنوا النازحين على مدى ١٤ سنة متواصلة.
بعض هؤلاء النازحين فتيان وفتيات ولدوا على الارض اللبنانية، يغمرهم الفرح بالعودة الى مناطقهم، التي سيتعرفوا عليها للمرة الاولى.
عائلات اخرى لفتت الى انها تعود الى حمص وريفه الذي غادروه منذ اكثر من عشر سنوات، وانهم عائدون الى منازلهم المهدمة ليبدأوا حياة جديدة، لكن الاوضاع المادية متردية لديهم، غير انهم وُعدوا بتوفير فرص عمل لهم.
جملة مشاكل لدى هذه العائلات سواء كانت مادية، ام على صعيد المستندات الشخصية لاطفال ولدوا في لبنان، ولم يستطيعوا الحصول على مستند رسمي سوري.
وبينما رحلة العودة الى سوريا مستمرة، الا ان هناك رحلة نزوح جديدة لنازحين من الساحل ومن حمص ومن بعض المناطق السورية، التي لا تزال تعمها الفوضى والانتهاكات اليومية، وفق ما ادلت به مصادر ناشطين سوريين.
النزوح السوري من الساحل السوري انخفض نسبيا، لكن لا يعني ذلك ان النزوح توقف، حسب المصادر الملمة بالقضية. فيوميا يصل مناطق الشمال عشرات من العائلات السورية النازحة، التي لا تحمل سوى ثياب فقط، وهذ دليل على فرارهم من مناطق تحصل فيها يوميا عمليات اغتيال لشباب وفتيات لا ذنب لهم سوى الانتماء الطائفي.
وتشير المصادر الى ان عمليات الخطف والقتل متواصلة، في مسلسل يبدو انه بلا نهاية حتى الآن، بغياب فاقع للاعلام العربي والعالمي. ولطالما وجدت جثث ضحايا لمهندسين واطباء وممرضات وممرضين ومدرسات ومدرسين خطفوا، ثم يعثر عليهم في اماكن متفرقة من ريف حمص وطرطوس وبانياس واللاذقية.
وتوضح المصادر ان استمرار هذا الوضع المتفلت، يرفع منسوب النزف السوري باتجاه لبنان، وان المطلوب رفع الصوت عاليا ليصل الرأي العام العالمي واروقة الامم المتحدة، لعلها تضع حدا للانتهاكات اليومية المتواصلة.
وقد بات العديد من مناطق شمال لبنان، في عكار وطرابلس وزغرتا والكورة مكتظا بالنازحين الجدد من الساحل السوري وارياف حمص وبانياس وطرطوس، ويعيشون في ظروف صعبة للغاية، دون اكتراث جدي من مؤسسات الامم المتحدة حسب قول احدهم، حيث يطلب اليهم تسجيل الاسم ثم الانتظار طويلا دون نتيجة تذكر. وقد تحول النزوح الجديد الى مأساة انسانية لعائلات فارة من الموت، لتقع في احضان الجوع والعوز المترافق مع الخوف من المصير المجهول.
