كلّ المشهد اللبناني يوحي بالدوران في حلقةٍ مفرغة، وعبثية، من عدم الإنجاز والمراوحة في الملفات المختلفة.
فعلى مستوى التهديد الإسرائيلي والضغط الأميركي، انتظارٌ ثم انتظار. أما في ملفات الإصلاح التي تراقبها عيون القوى الغربية والخليجية، فالعلامة للسلطة وبكل موضوعية، لا تتجاوز الصفر...
والدليل الأكبر على هذه المراوحة بما تؤدي إليه من ركود وفراغ، هو الخلاف المتصاعد بين بعبدا وأفرقاء سياسيين، في طليعتهم القوات اللبنانية، بعدما أحدثَ كلام رئيس الجمهورية جوزاف عون عن "بخ" البعض "سموماً" في الولايات المتحدة ردودَ فعلٍ، ما دفع برئيس "القوات" سمير جعجع إلى ردٍّ وانتقادات ضمنية، على الرغم من مشاركته الفاعلة في السلطة ومن ضمنها الحكومة.
في هذا الوقت، كانت المستشارة السياسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون آن كلير لو جاندر تبحث ملفات الجنوب والسلاح والإصلاحات مع رئيسي الجمهورية والحكومة. وقد أكد أمامها الرئيس عون أن "ما يمنع الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية هو استمرار إسرائيل في اعمالها العدائية وعدم تطبيقها لاتفاق وقف النار"، مشدداً على أن "الجيش اللبناني يواصل اعماله بدقة خلافة لما تروج له إسرائيل وهو يحظى بدعم جميع اللبنانيين وثقة الجنوبيين". وبعد لقاء الرئيس التقت لوجاندر رئيس الحكومة نواف سلام في السرايا الحكومية ورئيس المجلس نبيه بري في عين التينة.
وفي السرايا عُقدت جلسة لمجلس الوزراء ومن بين جدول أعمالها بعض التعيينات كالعادة، وقد سبقها سلام بالإشارة إلى أن الحكومة ستُرسل مشروع قانون "الفجوة المالية" إلى المجلس النيابي قريباً.
في المواقف، رفع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع من درجة انتقاده لرئيسي الجمهورية والحكومة، على خلفية معالجة سلاح حزب الله. وقد لفتت مقارنة جعجع بين حركة الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس جوزاف عون، عندما اعتبر أن "لبنان يتأخر، والدليل أن رئيس سوريا في البيت الأبيض بينما رئيس لبنان في بلغاريا".
وقال جعجع إن "معظم أعضاء الحكومة غير جديين في مسألة سلاح حزب الله، ولو انه يصدر من وقت لآخر بعض التصريحات، والجميع يعلم أنها مجرد تصريحات فارغة".
