بعض ما جاء في مانشيت النهار:
يزداد الواقع اللبناني غموضاً مشوباً بقلق تصاعدي حيال التهديدات الإسرائيلية بضربة واسعة في لبنان اذ يخشى أن تدور الجهود والمواقف المتصلة بالسعي إلى تجنب الضربة التي تزداد مؤشراتها في حلقة مقفلة نظراً إلى عدم بلورة موقف أميركي ضاغط يتبنى الاستعدادات المتكررة للرئيس اللبناني جوزف عون للتفاوض فيما تنذر التطورات الميدانية بتصعيد متدرج.
وبدا من التطورات التي تعاقبت في الأيام الأخيرة ان المفاعيل الشديدة السلبية التي اثارها الكتاب المفتوح الذي وجهه "حزب الله" إلى الرؤساء الثلاثة لم تقف عند الحدود السياسية الداخلية بل تمددت أولا ميدانياً بحيث تلقفت إسرائيل هذا التصرف المستقوي للحزب على الدولة اللبنانية بتصعيد لافت وفوري في غاراتها واغتيالاتها لأعضاء وكوادر في حزب الله، كما ان الانعكاسات تمددت إلى الجهود الديبلوماسية المبذولة للوقوف إلى جانب لبنان وتجنيبه تجرع كأس حرب جديدة.
في هذا السياق تواصل القاهرة مساعيها بين بيروت وتل ابيب، لمنع التصعيد، والتي كانت بدأت مع زيارة قام بها مدير المخابرات العامة المصرية حسن رشاد الى لبنان في الايام الماضية. وتحدثت معلومات عن لقاء جرى بين مدير المخابرات العامة المصرية ومسؤولين فرنسيين في الأيام الأخيرة خصص للبحث في الملف اللبناني.
وفي سياق متصل، أفادت المعلومات إنه من المتوقع أن يوضح حزب الله موقفه للجانب المصري، بعد انزعاج القاهرة من البيان الأخير الذي أصدره الحزب، والموجه للرؤساء الثلاثة في لبنان.
وأمس أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الوزراء نواف سلام، تناول تطورات الأوضاع في جنوب لبنان والجهود الجارية لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة، بحسب ما أفادت الخارجية المصرية في بيان.
وأكد الوزير عبد العاطي خلال الاتصال الرفض الكامل للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، مشدداً على أهمية خفض التوتر وتغليب مسار التهدئة بما يحافظ على أمن واستقرار لبنان والمنطقة.
وجدد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت والراسخ في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية واستقلال قراره، وبسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، فضلاً عن دعم مؤسساتها الوطنية لتمكينها من الاضطلاع الكامل بمسؤولياتها في الحفاظ على استقرار البلاد وصون أمنها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة بما يصون مصالح الشعب اللبناني الشقيق.
