في ظل تصعيد الجيش الإسرائيلي المترافق مع تهديدات بشبه يومية بتوسيع رقعة عملياته، يواصل الجيش تنفيذ خطته الميدانية لحصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني، ضمن المرحلة الأولى من برنامج وطني واسع يشمل لاحقاً مختلف المناطق اللبنانية. ومع دخول الخطة شهرها الثاني، يستعدّ قائد الجيش العماد رودولف هيكل لتقديم تقريره الثاني اليوم إلى الحكومة، موضحاً نسب الإنجاز التي تجاوزت 90 في المئة رغم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
وبحسب المعلومات، قُسِّم القطاع الجنوبي إلى ثلاثة محاور وهي كما بات معلوما شرقي يمتد حتى مرجعيون، ومركزي يضم بنت جبيل وقراها، وغربي يصل إلى الناقورة. وقد أنشأ الجيش أكثر من مئة نقطة مراقبة، في وقت يواجه صعوبات ميدانية مرتبطة بالاحتلال وعمليات القصف اليومي. وتشير المعلومات إلى أنّ فرق الهندسة، بمساعدة وحدات من "اليونيفيل"، تعمل على إزالة الألغام وتفكيك المخازن والأنفاق المكتشفة في عدد من القرى الحدودية.
ويتحدث العماد هيكل وفق التقرير عن التعاون مع لجنة الميكانيزم إضافة إلى مطالبة الجيش بتفعيل دورها في الحد من الانتهاكات الجوية والبرية الإسرائيلية. كما يخطط الجيش لإقامة أبراج مراقبة مزودة بأنظمة استشعار حديثة لضبط أي خرق محتمل بدعم اوروبي.
على الصعيد السياسي، من المتوقع أن تثير الجلسة الحكومية نقاشاً حول دور الجيش وحدود مسؤوليته في الجنوب، بين من يرى وجوب تسريع نزع السلاح، ومن يعتبر أنّ إسرائيل لم تلتزم بالاتفاقات السابقة وتستمر بالاعتداء. ومع اقتراب نهاية المرحلة الحالية، يبقى مصير الخطة مرتبطاً بمدى التزام الاحتلال بالانسحاب ووقف التصعيد، فيما يواصل الجيش عمله بثبات وسط ظروف ميدانية معقدة وضغوط سياسية متزايدة.
