خاص tayyar.org -
تستمر الجهود الإقليمية والدولية لاحتواء التوتر الحاصل نتيجة الضربات الإسرائيلية وتعثّر ملف السلاح خارج الدولة، وسط دور مصري نشط يسعى إلى بلورة صيغة تهدئة توقف الاستهدافات جنوباً وفي البقاع.
تعتمد المبادرة المعروفة بـ "عربنة الجنوب" على مبدأ تبادل الأمان مقابل الهدوء، لكنها تصطدم بمشكلات بنيوية: تحفظ إسرائيلي واضح خوفاً من إعادة التموضع العسكري لحزب الله، ومخاوف لبنانية متمثلة بطيف سياسي يرى أن أي حل لا يشمل نزع السلاح يفتقر إلى مصداقية.
بات واضحاً ان القاهرة تعتمد مقاربة تحييد السلاح أكثر منها محاولة نزع مباشرة، أي إيقاف استخدامه عملياً وتركه خارج دائرة العمل العسكري إلى حين توفر تسوية إقليمية أوسع. تعكس هذه الاستراتيجية فهماً لرقعة التعقيدات اللبنانية والالتزامات الطائفية والسياسية المحلية، لكنها تبدو غير كافية لإقناع تل أبيب التي تطالب بضمانات ملموسة لتقليص قدرة الحزب على التحرك.
في الداخل، تتقاطع مواقف بين من يعتبر المبادرة متنفساً لتفادي حربٍ واسعة، ومن يصرّ على أن الحل يجب أن يكون عبر دولة تملك احتكار السلاح. تالياً، تتحول المبادرة إلى اختبار لمدى جدية الفاعلين الإقليميين وقدرتهم على تزويد الأطراف بضمانات عملية قبل أن تسقط الورقة في غياب توافق داخلي وإقليمي.
ستكون المعركة المقبلة بين من يريد استثمار الزمن لتثبيت حل ديبلوماسي ومن يراهن على الضغوط العسكرية لتغيير معادلات القوة على الأرض. بذلك يصبح الاتفاق مرهوناً بضمانات دولية واضحة.
