مساعٍ مصرية لاحتواء الأوضاع في لبنان وتثبيت الاستقرار في الجنوب، يراها خبراء في نتائج زيارة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، إلى بيروت أخيراً.
وناقش الرئيس اللبناني جوزيف عون، مع مدير المخابرات المصرية، الثلاثاء، في قصر بعبدا «الأوضاع العامة في المنطقة، ولا سيما في الجنوب والوضع في غزة»، حسب الرئاسة اللبنانية.
وأشار رشاد إلى استعداد بلاده لـ«المساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب اللبناني، وإنهاء الاضطرابات الأمنية»، كما أكد «دعم مصر الدائم للبنان».
ورحب الرئيس اللبناني بأي جهد لمصر يُسهم في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى بلاده، ووفق بيان الرئاسة اللبنانية «أشاد عون بدعم مصر المتواصل للبنان في مختلف المجالات».
ويعد عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير رخا أحمد، زيارة مدير المخابرات المصرية إلى بيروت، «مساعي مصرية حميدة، من أجل استعادة الاستقرار في لبنان». وقال إنها «تأتي بعد زيارته (رشاد) لتل أبيب؛ ما يعني أن القاهرة تسعى إلى تثبيت وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي بين إسرائيل ولبنان».
وجرى التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية في نوفمبر الماضي، بوساطة أميركية، بعد قصف متبادل لأكثر من عام، لكن إسرائيل ما زالت تسيطر على مواقع في جنوب لبنان رغم اتفاق الهدنة، وتواصل شن هجمات على شرق البلاد وجنوبها.
وأشار عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية» إلى أن «الأوضاع في لبنان، مرشحة للتصعيد مرة أخرى، بعد رفض (حزب الله) تسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني، ومع عدم انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر تدعم مقاربة الرئيس اللبناني، للتهدئة الداخلية، وتعمل في الوقت نفسه، لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، لا سيما أنه صدر بناء على قرار من مجلس الأمن الدولي».
وكانت الحكومة اللبنانية، أعلنت في أغسطس (آب) الماضي، عن «نزع سلاح (حزب الله)»، كما وضع الجيش اللبناني خطة من 5 مراحل لنزع السلاح.
وباعتقاد الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج، فإن «القاهرة يمكنها أن تقوم بدور مؤثر في احتواء الأزمة اللبنانية، كما فعلت في وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية ودول الوساطة الدولية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التهدئة في هذه الجبهات (غزة ولبنان) ضرورية وفقاً لمصالح الأمن القومي المصري».
وقد يفاقم عدم تسليم «حزب الله» لسلاحه في لبنان من تعقيد الأوضاع الداخلية في بيروت، وفق فرج. وأشار إلى أن «التدخل المصري يستهدف تسوية الأوضاع داخلياً في لبنان مع (حزب الله)، ثم التدخل لتثبيت وقف إطلاق النار بين بيروت وتل أبيب، بما يساهم في استقرار الأوضاع في الجبهة اللبنانية».
ويرى الخبير العسكري المصري أن القاهرة يمكنها النجاح في تلك الخطوة، بالبناء على شراكتها مع الولايات المتحدة الأميركية حالياً، للتهدئة في قطاع غزة والمنطقة.
وكان الرئيس اللبناني، أكد الخميس، على أن «بلاده تعلّق آمالاً كبيرة على عمل اللجنة المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار للمساعدة في إعادة الاستقرار إلى الجنوب».
كما ناقش عون مع وفد من «الجامعة العربية»، برئاسة الأمين العام أحمد أبو الغيط، المواقف العربية من الأوضاع في لبنان والتطورات الإقليمية، مؤكداً أن «الأمور في بيروت تسير في الطريق السليم داخلياً، ولديه ثقة في المستقبل».
