أكثر ما يثير قلق اللبنانيين، الغياب الأميركي عن تقديم حلول جدية تشمل الضغط على إسرائيل لتنفيذ ما يجب عليها تنفيذه بموجب اتفاق وقف النار. فحتى الساعة لا أنباء عن تحركات أو موفدين أو لقاءات دبلوماسية، ما يُبقي لبنان الرسمي والشعبي تحت وطأة الضغوط العسكرية المستمرة، سواء الغارات من الجنوب إلى البقاع، أو بواسطة رسائل المسيرات الكثيفة.
الترقب ينسحب على اجتماع لجنة "الميكانيزم" الأسبوع المقبل في حضور مورغان أورتاغوس، بعدما باتت هذه اللجنة مساحة التفاوض الوحيدة المُتفق عليها لبنانياً. ومن شأن هذا الإجتماع أن يعكس مؤشرات حول التعاطي الأميركي تحديداً مع المطالب اللبنانية.
في هذا الوقت، استمر الحراك اللبناني الداخلي على عناوينه التقليدية، وفي طليعتها الإنتخابات ومشاركة المغتربين. وفي هذا الإطار، تواصل مسار المزايدات عبر زيارة نواب إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، للمطالبة بدعم تعديل قانون الإنتخاب. وفات هؤلاء وغيرهم أنه في ظل الكباش السياسي الحاد والصراع بين الثنائية الشيعية وكل من القوات والكتائب وحلفائهم، أن الحل العملي الوحيد لحفظ حق المنتشرين سواء في الإقتراع أو في تمثيلهم، يبقى في اقتراح التيار الوطني الحر الذي أوضحه رئيسه جبران باسيل.
على خط مواز، برز موقف جديد – قديم لرئيس الحكومة نواف سلام، الذي قال بعد استقباله النائب غسان سكاف إن "حزب الله يجب أن يتخلى عن الجناح العسكري وان يكون حزباً سياسياً فقط".أما سكاف فجدد اليوم إشارته إلى اقتراحه "تأجيل الانتخابات الى 15 تموز المقبل ليتسنى للمغتربين أن يأتوا الى لبنان للمشاركة في الاقتراع"، وكذلك جدد اقتناعه بأن هناك "في الأفق تسوية لإلغاء النواب ٦ في الاغتراب وتصويت المغتربين لـ128 نائبا في مقر إقامتهم في الخارج".